يحلّ سمو الأمير محمد بن سلمان ضيفا عزيزا على الكويت، وهو بين أهله وإخوانه وكل محبيه، من كل أطياف المجتمع والدولة.
لهذه الزيارة طعم خاص على كل الصعد، بدءا من الأنظار الموجهة إلى سموه من الكويتيين المتابعين لتوليه مهامه منذ اللحظات الأولى، والاهتمام غير العادي الذي نوليه لحماسه الإصلاحي الجريء والمقدام، اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا.
ولا يفوتنا تفصيل مما أقدم عليه إلا ونقف عنده ونناقشه ونثني عليه. ولا غرابة في ذلك لأننا شعب واحد في بلدين جارين متعاضدين متكاتفين متعاونين في السراء والضراء، ويجمعنا مصير واحد منذ غابر الأزمان.
كما أن للزيارة أبعادا خليجية وعربية ودولية، بالنظر إلى اللحظة التاريخية التي تمر بها منطقتنا والعالم. ويحمل التنسيق السعودي الكويتي في نواته الصلبة بذور سلام ننشده جميعا وازدهار تستحقه شعوبنا بجدارة.
ولسموه حضوره الخاص أينما حل، فكيف إذا كان ذلك الحضور في كويت تحمل للمملكة العربية السعودية كل معاني حفظ الجميل التاريخي الذي تجلى في أبهى صوره وآياته إبان الاجتياح الغاشم، عندما هبّ قادة المملكة وشعبها على قلب رجل واحد انتصارا للحق وجلاء للحقيقة.
ومن دواعي سرورنا أيضا، أن تكون الكويت بين المحطات القليلة التي اختارها سموه ضمن زياراته الرسمية المعدودة التي قام بها منذ توليه ولاية العهد، لا سيما في أكبر عواصم القرار الدولي شرقا وغربا.
ولا يخفى على أحد التحديات التي يواجهها خليجنا المشترك الواحد. كما لا يخفى كمّ وحجم وخطورة الملفات المطروحة للتشاور بشأنها، والاتفاق على أولوياتها والتصدي لحلولها.
إننا نعول كثيرا على المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. تعويل لا بديل له ولا حياد عنه، وكلنا ثقة في أن الملك سلمان وولي عهده يحملان العبء الأكبر من هموم المنطقة، ويبذلان الغالي والرخيص في سبيل إعلاء شأن دول الخليج وعموم العرب.
ونحن في الكويت نعلق الآمال العريضة على قيادة المملكة وشعبها، آمال ما خابت يوما وسنظل مفعمين بالأمل ومجددين الثقة طالما استمر التعاون بيننا وبين الإخوة في المملكة العربية السعودية، وسيستمر ذلك التعاون المثمر، إذ لنا في كلام ومواقفه سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد نبراسٌ دائما نهتدي به، وهو الذي لا يفوّت فرصة إلا ويثني على المملكة وقادتها ومسيرتها، معتبرا إياها حصنا حصينا، إذ قال في تصريح إلى «القبس»: «ما يمسّ السعودية يمسّنا»، وليس أبلغ من ذلك للتعبير عن عمق المشاعر وسموها، وصدق الموقف وصلابته، ووحدة المسار والمصير بين بلدين لا تنفصم عرى علاقتهما الأخوية مهما تحولت الظروف وتبدلت الأحوال.
وليد عبداللطيف النصف
رئيس تحرير صحيفة القبس الكويتية