تنافس محموم بين العناصر الأجنبية التي تخوض عراك دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، كل يسعى إلى خطف النجومية والتأكيد أنه الأبرز في سباق لا مكان فيه إلا للأقوياء، والملامح بدأت من الجولة الثانية، حيث خطف الأفضلية لاعب الهلال، الإماراتي (عموري)، وفي الجولة التي تليها اشتد الصراع بين أكثر من لاعب وانحسرت الخطوات الأخيرة بين مهاجم الهلال، الفرنسي جوميز ولاعب النصر، النيجيري أحمد موسى، ودخل العراك مهاجم الأهلي، السوري عمر السومة، غير أن الغلبة كسبها الأول في الساعات الأخيرة من التصويت، أيضا لا يمكن أن نغفل الأداء الرائع الذي قدمه لاعب الوحدة فرناندو الذي تجلى أمام الرائد، وكتب تفوق فريقه، والحال ذاته لمهاجم التعاون تاومبا، وأسماء أخرى في الاتفاق والرائد، ويبقى لاعبو الاتحاد في سباتهم العميق، صراع العناصر الأجنبية بلا شك الكاسب الأكبر لفرقهم، فضلا عن ارتفاع مستوى الدوري، وجميع تلك المتغيرات تصب لمصلحة التنافس الكروي.
ثمة جانب آخر لاحت مطالبات مستميتة من بعض الإعلاميين والجماهير والإداريين للاستفادة من ملعب الهلال (محيط الرعب)، والتأكيد على عدم اقتصاره على فريق واحد وفتح المجال للآخرين، على اعتبار أن الملاعب الأخرى -على حد قولهم- أرضيتها غير جاهزة، وبالتالي يسهم ذلك في قتل متعة الدوري وإثارته، ورغم احترامنا لمثل هذه الآراء إلا أن الملعب لا جدال أنه لا يمكن الدخول على الهلال لأنه المستثمر، ومن الصعب مزاحمته في حق من حقوقه، وإذا ما أرادوا اللعب في محيط الرعب بإمكانهم أن يستأجروه من مالك العقد. الأمر الآخر من يطالب بالمتعة والإثارة لا أعلم، أين تلك الأصوات حينما تم إقرار استمرارية منافسات الدوري وسط غياب الدوليين، بل إن هناك من بارك ذلك القرار الذي نحترمه في كل الأحوال، والأكيد أن العامل الأكبر لقتل المتعة غياب الدوليين، والمتضرر الأكبر الأهلي والهلال اللذان سيفقدان جل عناصرهما في فواصل مهمة في الدوري، عموما الإثارة ستتواصل إذا استمرت الفرق على النهج الذي ترسمه حاليا، والقادم مليء بالمفاجآت، خاصة لمن يسابق على قمة الدوري، وكل عام ووطننا بخير ورياضتنا تزهو بأفضل المؤشرات الفنية.