فيما يواجه الفنان ناصر القصبي حملة انتقادات بسبب مسلسله الرمضاني الجديد «العاصوف»، أكد عدد من النقاد لـ»الوطن» أن العمل عبارة عن فكرة حديثة للحبكة الدرامية وأنه من الخطأ الاستعجال في الحكم على المسلسل.
وقال النقاد: «إن الهجوم على المسلسل يعود لصراعات سابقة بين أبطال العمل والنقاد».
هجوم متوقع
كان ناصر القصبي - الذي خرج من قالب الكوميديا هذا العام واتجه إلى الدراما - يتوقع الهجوم على المسلسل، خصوصًا أن خيوطه الدرامية ستكون مادة خصبة للنقاد، وذلك لأنه يرصد مرحلة تاريخية حساسة من حياة المجتمع السعودي وذلك منذ العام 1970 وحتى 1975، وهو للكاتب الراحل عبد الرحمن الوابلي، وإخراج المثنى صبح.
وقوبلت الحلقات الأولى من العمل بحملة انتقاد واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، من ضمنهم نقاد ومؤرخون وممثلون، وبين البعض منهم أن بعض الأحداث التاريخية في العمل لم تكن صحيحة فيما، اعتبر آخرون أن العمل يسيء إلى قيم وأخلاق المجتمع السعودي وعاداته وتقاليده في تلك الحقبة.
الاستعجال في الحكم
يرى الناقد الفني والكاتب الصحافي فارس الغنامي أنه يصعب تقييم العمل من أولى حلقاته، ولكن ربما لقي المسلسل هجومًا حادًا بسبب وجود الممثل ناصر القصبي في العمل ولا ننسى أن هناك تيارًا معينًا يقف ضده منذ سنوات؛ لاعتقاده بأن هذا الممثل يشوه صورة المجتمع السعودي.
وبين الغنامي أن هناك رؤية جميلة بجودة عالية في العمل، والقصة لا تزال في بدايتها، والمسلسل يعتبر من أفضل المسلسلات التي قدمت في تاريخ الدراما المحلية. وأضاف: «ما يقال إن العمل أساء للمجتمع، أمر غير صحيح لكون الانتقاد الذي شاهدته مغرض، كما أن التعليقات المنتشرة في بعض مواقع التواصل لا تعكس آراء جميع أطياف المجتمع».
وقال الناقد الغنامي: «إن المجتمع لديه المساحة الكافية لتقبل المعنى الحقيقي للدراما، وخلال الأيام الماضية قدم المسلسل مشاهد تحاكي ما هو موجود في المجتمع كغيره من المجتمعات، وتقييم العمل بهذه الصورة يعتبر انتقادًا متعجلاً لا عقلانيًا».
جلد المجتمع
يتضح من الانتقادات التي طالت المسلسل أن هناك حالة من الجلد تمارسها الدراما والكوميديا المحلية، وهو الأمر الذي ظهر في عدد من الأعمال هذا العام، ما أثار حفيظة البعض نتيجة تناول السلبيات في المجتمع بصورة اعتبرت فجة وغير مقبولة.
وتطرق الناقد السينمائي محمد العثيم إلى بعض المشاهد في مسلسل «العاصوف» قائلاً: إنه لا يمكن إطلاق الأحكام من خلال مشهد الطفل اللقيط أو مشهد آخر يظهر الحب بين شاب وفتاة، فنحن لا نعرف مستقبل أحداث العمل، كما لا نعرف ما هي الأحداث الاجتماعية الموجودة في المسلسل التي كتبها المؤلف.
وأضاف العثيم: «المجتمع لدينا يبدأ في انتقاد وتحريم كل ما لا يعجبه، ومسألة أننا في الماضي كنا مجتمعًا ملائكيًا فهذا أمر غير صحيح، نحن فعلاً نلتزم بتعاليم الدين، ولكن هناك أخطاءً لا يخلو منها أي مجتمع في العالم».
مشكلة العرض الرمضاني
قال الناقد السينمائي فهد الأسطا لـ»الوطن»: «إن هناك نوعًا من الإيقاع البطيء في السرد والحكاية لمسلسل «العاصوف»، وقد يكون ذلك بسبب أن الموسم سيتوقف في منتصف السبعينات أو آخرها، ومطلوب من المخرج 30 حلقة وساعة عرض تلفزيونية، وبالتالي قد يكون هناك تطويع لنص في سبيل فترة العرض وهذه المشكلة نعاني منها منذ سنوات نتيجة العرض الرمضاني وهذا يؤثر على طريقة السرد ووحدة الموضوع».
أما بالنسبة للانتقادات التي يتعرض لها العمل فقال: «إن أغلب المعارضين أشخاص لم يعاصروا تلك الفترة الزمنية، وبالتالي فإن الكاتب الذي عاش في تلك الفترة هو أكثر موضوعية في الطرح وسرد الأحداث، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن يكون هناك نقد على المستوى الفني، لأن «العاصوف» عمل درامي جديد على الفن السعودي، ولكن هناك جهدًا كبيرًا لإظهار تلك البيئة من ناحية الأزياء وتصوير تلك الفترة ونقلها بشكل صحيح».