هناك قوم أشرار ينتشرون عبر الفضاء السيبراني الواسع، ينتشرون وينشرون الذعر أينما حلّوا، يُطلق عليهم القراصنة أو «الهاكرز».

يستخدم القراصنة أجهزة الحاسب الآلي وشبكات الإنترنت للوصول إلى البيانات السرية دون تصريح، فيعبثون بها أيّما عبث. كأن قراصنة الإنترنت على قلب رجل واحد، وهم الذين يستخدمون مهاراتهم في إيذاء الآخرين، عن طريق التجسس عليهم، أو سرقة بياناتهم وبيعها، أو مساومتهم عليها مقابل إعادتها إليهم.

حاولت الشركات والجهات الحكومية عبر العالم، أن توظف قراصنة لديهم قدرات القراصنة الأشرار أنفسهم، ولكنهم يستخدمونها في اكتشاف الثغرات التي يمكن عن طريقها اختراق المواقع والوصول إلى البيانات الحساسة، ثم تنبيه الجهة التي وظفتهم أو تعاقدت معهم لسد تلك الثغرات، قبل أن يتم استغلالها من أولئك الأوغاد.

اتفق المهتمون بمجالات الأمن السيبراني على وضع تصنيف دقيق يحدد أنواع القراصنة، فقسموهم إلى 3 فئات:

الأولى: يطلق عليهم أصحاب القبعات السوداء، وهم القراصنة الأشرار الذين يستخدمون قدراتهم للابتزاز وإلحاق الضرر بالشبكات التي يتمكنون من الوصول إليها.

الثانية: يطلق عليهم أصحاب القبعات البيضاء، وهم القراصنة الذين تم ترويضهم أو بناؤهم من الصفر للقيام بمهام الفحص الدوري للشبكات وتحديد الثغرات، ثم تنبيه الشركات والجهات الحكومية لكيفية معالجتها.

الثالثة: يطلق عليهم أصحاب القبعات الرمادية، وهم مجموعة يقومون بالأعمال الصالحة حينا، ويمارسون الأعمال الطالحة حينا آخر، إذا وجدوا عملا مناسبا مع فريق القبعات البيضاء انضموا إليهم، وإذا ساءت ظروفهم استغلوا قدراتهم في كنف أصحاب القبعات السوداء.

أصحاب القبعات البيضاء هم الذين يطلق عليهم مسمى «الهاكر الأخلاقي» ولهم دورات تدريبية في كثير من دول العالم.

دورات «الهاكر الأخلاقي» تأخذ المتدرب خطوة خطوة، من التعريف بهذا العالم حتى مرحلة الاحتراف، بحيث يصبح المتدرب قادرا على إتقان كل المهارات التي يتحلى بها أصحاب القبعات السوداء، وخطورتهم تكمن في أنهم جاهزون للالتحاق بعالم الأشرار إذا لم يتم احتواؤهم وتوظيف قدراتهم في المسار الصحيح.

في رأيي الشخصي، الجميعُ مصدر خطر كبير ما لم يكونوا من المواطنين الأصليين المشهود لهم بالنزاهة والاستقامة وحب الوطن.

إذا رجعنا إلى حياتنا الطبيعية، نجد أن القراصنة مثل بقية البشر فيهم أبيض الوجه، وفيهم أسود الوجه، وفيهم أصحاب الوجوه الرمادية «يوم يجرحون، ويوم يجي فيهم طيب ويداوون».

لا شك أن أصحاب الوجوه السوداء والرماديين يدّعون دائما بأنهم مع فئة أصحاب الوجوه البيضاء. وكذلك، كل «هاكر» معروف يدّعي أنه من أصحاب القبعات البيضاء.