أعلنت إسرائيل إنها قصفت عشرات الأهداف الإيرانية في سورية ردا على هجوم مباشر ضد القوات الإسرائيلية في الجولان هو الأول من نوعه نسب إلى إيران، ليعيد ذلك هضبة الجولان السورية المحتلة إلى الواجهة بعد أن بقيت هادئة بالمجمل طوال عقود.


قصف متبادل


ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن «عشرات الصواريخ أطلقت ليلاً من الأراضي السورية باتجاه الجزء المحتل من قبل إسرائيل في هضبة الجولان، فشنت إسرائيل غارات قتل بعد منتصف الليل في عدة مناطق في سورية، قتل فيها ما لا يقل من 23 مقاتلا بينهم 5 من قوات النظام أحدهم ضابط، و19 آخرين ما بين سوريين وغير سوريين». وأعلن الجيش الإسرائيلي أن «الصواريخ التي أطلقت من سورية لم توقع ضحايا وإن الدفاعات الجوية اعترضت 4 منها بينما سقطت الصواريخ الأخرى خارج إسرائيل».  وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس «أطلقت الصواريخ بعيد منتصف الليل (21,00 ت غ الأربعاء) من جانب عناصر فيلق القدس باتجاه الخطوط الأمامية للجيش الإسرائيلي في الجولان». وكانت إسرائيل اتهمت إيران ببدء التصعيد عبر قصف مواقعها في الجولان المحتل بنحو 20 صاروخاً وقذيفة.





ضرب البنى التحتية الإيرانية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرلمان في مؤتمر أمني أمس إن «الجيش ضرب كل البنى التحتية الإيرانية تقريبا في سورية».

وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية الرسمية إن «الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع قرب دمشق وهي كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة»، من دون تحديد موقعها.

بينما قالت وزارة الدفاع الروسية إن الجيش الإسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلاً على مواقع في سورية، موضحة أن الدفاعات الجوية السورية اعترضت ودمرت نصف تلك الصواريخ.


مواقع تابعة لحزب الله

أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن»الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة إيرانية وتابعة لحزب الله اللبناني في جنوب البلاد ووسطها وفي محيط دمشق».

وقال إن «الصواريخ طالت مواقع عدة في محيط دمشق، بينها في بلدة معضمية الشام حيث يتواجد حزب الله والإيرانيون، كما استهدفت مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله جنوب غرب مدينة حمص، وأخرى تابعة للحزب ذاته في المثلث الواصل بين ريف دمشق الجنوبي ومحافظتي درعا والقنيطرة».

ولا تزال سورية وإسرائيل رسمياً في حالة حرب، رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئا بالمجمل طوال عقود حتى اندلاع النزاع في سورية عام 2011.

وتشهد الجبهة السورية توتراً شديداً بين إيران وحزب الله من جهة وإسرائيل من جهة ثانية. ويتزامن التصعيد الجديد وغير المسبوق بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الثامن من الشهر الحالي انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، الذي وقع مع القوى الكبرى العام 2015، وإعادة فرض عقوبات على إيران.


ضبط النفس

أدان البيت الأبيض أمس الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل، وقال في بيان «ندين الهجمات الاستفزازية التي شنتها إيران من سورية ضد مواطنين إسرائيليين».

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نزع فتيل التصعيد بين البلدين، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس، أما روسيا فدعت إسرائيل وإيران إلى ضبط النفس، ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إيران وإسرائيل إلى الحوار بعد الضربات الإسرائيلية ضد منشآت إيرانية في سورية والتي أثارت مخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة، وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف «أجرينا اتصالات مع الجانبين وندعوهما إلى ضبط النفس»، بينما نددت الحكومة الألمانية بإطلاق الصواريخ، معتبرة أنه «استفزاز خطير» من قبل إيران.