على طريقة رالي السيارات، غادر (العجوز) مانويل جوزيه صفوف الاتحاد مخلفاً وراءه عاصفة من الغبار ما تزال عالقة تعكر صفو الأجواء رغم رحيله إلى مصر جواً.

تصريحان ناريان رددتهما وسائل الإعلام على لسان الرجل بعد استقالته من تدريب الاتحاد وعودته إلى عشقه القديم الأهلي المصري، الأول حينما أوجز فشله مع العميد بدوري المحترفين، في وصف لاعبي الفريق بكبار السن (المنتهية صلاحيتهم في الملاعب) وبالتالي فقدانهم الروح القتالية على تحقيق الانتصارات.

والثاني حينما قال أو قيل على لسانه، إن الدوري مفصل على الهلال فقط، وإن التحكيم دائماً في مصلحة الزعيم.

لندع التصريح الثاني غير المؤكد (على جنب) حتى لا ننجر خلف أشياء لا أدلة ولا أسانيد على صحتها، ونمسك بالأول الذي يقول إن لاعبي الاتحاد باتو عواجيز وبلغوا من الكبرعتيا، ففي التشكيلة الأساسية للعميد ما لايقل عن ستة لاعبين تجاوزت أعمارهم 31 عاما وبعضهم وصل إلى أكثر من ذلك، وهذا يؤكد صدق حديث الرجل.

كما أن المباريات الثمان التي خاضها الفريق في دوري المحترفين وانتهت بتعادلات مختلفة، تقف أيضا في صف المدرب وفي مصداقيته حول أعمار اللاعبين، ففي أغلب هذه المباريات _ إن لم يكن في كلها_، كان العميد هو المتقدم وبفارق جيد من الأهداف، ثم يعود للتراجع مانحاً خصومه فرصة غزو مرماه، ومباراتاه أمام الفيصلي (3/3) ونجران (2/2) وأحداثهما، ليست ببعيدة، والكل شاهد كيفية التنازل فيهما في ظرف دقائق معدودة.

هناك سبب ثان أهم لم يذكره جوزيه عن الاتحاد، فبجانب التقدم في السن، هناك لاعبون ظلوا أساسيين لكنهم يحتاجون إلى تجديد للروح، إما بمنحهم راحة أو بإبعادهم عن التشكيل الأساسي لفترة طويلة حتى يعودوا أكثر فاعلية، وفي مقدمة هؤلاء اللاعب الكبير في أدائه الصغير في سنه، أفضل لاعب في آسيا 2005، حمد المنتشري الحاضر بجسده فقط في الفترة الحالية.

فبربكم .. منتشري اليوم هل هو نفس منتشري الأمس، ونور وكريري وحديد وأبو شقير والصقري ومبروك زايد (اليوم)، هم في ذات مستواهم الذي كانوا عليه في الموسم الماضي؟

لا أريد أن أسرح بخيالي وأعدد أسبابا وهمية أخرى أصابت العميد بالوهن في الفترة الأخيرة وحولت سرعته نحو التقاط النقاط إلى مماثلة لسرعة السلحفاة بعد أن كان نمراً لا يقدر أحد على مجاراته، لكن لا بد من الإشارة إلى وجود خلل ما، قد يكون في إدارة الكرة وقد يكون في الإدارة الأم، وأهل الاتحاد أدرى بأحوالهم.