لا يمكن مهما تحدثنا أو كتبنا، أن نعبر عن تلك الجهود الضخمة التي قدمتها وتقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف بيت الله من الحجاج والمعتمرين في كل موسم حج، سواء التوسعات والمشروعات العملاقة في الحرمين الشريفين التي زادت في مساحات المشاعر المقدسة، والمرافق التابعة لها، أو في حجم تلك الخدمات التي تقدم لهم في الرعاية الصحية، ولكم أن تتخيلوا أنه يتم إجراء آلاف عمليات القلب المفتوح، وغسيل الكلى، وعمليات قسطرة للقلب، ويتم إجراء عمليات ولادة أطفال، وغير ذلك خلال أيام فقط، أو في الخدمات التموينية، أو مشاريع الإسكان، أو مشروع قطار المشاعر المقدسة، أو الخدمات الإرشادية والتوعية الدينية، التي تتسابق إليها مؤسسات حكومية، وجهات تطوعية تابعة للقطاع الخاص، أو استضافة آلاف الحجاج كضيوف على نفقة خادم الحرمين الشريفين وفقه الله، أو الرعاية الأمنية التي تشترك فيها كل القطاعات الأمنية، وكل تلك الخدمات تتم بتوجيهات ورعاية عليا ومباشرة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله، الذي شاهدناه يقف بنفسه على تلك الخدمات ورعاية الحج والحجاج، وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما، وبمتابعة دقيقة من سمو أمير منطقة مكة المكرمة، مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل رئيس اللجنة المركزية للحج وفقه الله، وكل تلك الجهود تُقدمها المملكة من منطلق أن هذا جزء من واجبها الديني تجاه ضيوف الحرمين الشريفين، وتلك الجهود هي مبدأ ثابت ومستمر، تقدم في كل موسم وفق خطط لإنجاحه، تبدأ بانتهاء كل موسم، استعدادا للموسم القادم الجديد، فهي جهود مستمرة تكاد لا تنقطع، نسأل الله تعالى في علاه، أن يجزي ولاة أمرنا، والقائمين على أمور الحج والحجيج من كافة المسؤولين، صغرت مناصبهم أم كبرت، خير الجزاء، نظير ما قدموا ويقدمونه من أجل راحة الحجيج، حتى يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين، وقد أدوا مناسكهم في يسر وسهولة.

والمملكة العربية السعودية، ستظل تؤدي واجبها الديني تجاه الإسلام والمسلمين في كل مكان، ولن تنظر إلى أراجيف المبطلين ومزاعمهم ودعواتهم الباطلة إلى تدويل الحج، لأنها تؤمن بقدرتها على تحمل مسؤولياتها التي شرفها الله بها، بأن تكون أمينة على البيت الحرام، ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو شرف لن تفرط فيه، مهما كلفها الأمر، فلتخرس ألسنة الحاقدين، فالمنصفون للحقيقة وحدهم سواء من العرب أو من الغرب، هم الذين تحدثوا ويتحدثون عما لمسوه من جهود ضخمة في كل الميادين والمجالات، تقدمها المملكة للحجاج، وكثيرون قد وقفوا بأنفسهم عليها، بعضهم من مراسلي قنوات أجنبية مسلمين ذهبوا للحج، وذُهلوا لرؤيتهم المشاريع العملاقة، ومشاهدتهم للإنجازات والأعمال والجهود الضخمة التي تقدم للحجاج، وقد بلغ عددهم في هذا الموسم، ما يزيد عن المليونين وثلاثمائة ألف حاج، وشاهدوا ما يمكن أن تعجز عنه أي دولة في تقديمه، وكيف أن بلادنا السعودية تقوم بتلك الجهود أفرادا ومؤسسات، وعلى وجه كل مسؤول حكومي، أو متطوع «ابتسامة الرضا والسعادة والقبول»، وهو يقدم عملا ما، أو خدمة أو رعاية أو إرشاد لأي حاج كان، دون النظر إلى جنسيته، أو لونه، أو من أين قدم، والحمد لله أن المنصفين هم الغالبية الذين نطقوا بقول الحقيقة، ولا يمكن لنا أن ننظر إلى القلة القليلة من الفئة المستأجرة، التي يُطلب منها لجهات معادية، أن تقول بغير الحقيقة، وهم أول من يعلم أنهم يكذبون على أنفسهم وعلى الآخرين، وأن كل شاشات العالم المتلفزة، تنقل ما يحدث في أيام الحج، وما يقدم قبلها وبعدها من جهود جبارة، لخدمة ضيوف الحج، ولذلك، فأنا كمواطن سعودي يفاخر ويفخر بما تقدمه بلاده (فلا يهمني) أولئك الشرذمة القليلة المبغضة لبلادي، وما تقوله وتكرره من مزاعم واهية للتقليل من جهود بلادنا المقدمة للحجاج، لأنهم باختصار بسيط، مرضى بالحقد والحسد تجاه بلادنا، وولاة أمرنا وشعبنا (ما يهمني) أنا بالدرجة الأولى، هو أن تجتهد القنوات المحسوبة على السعودية، في أن تنقل تلك الجهود الضخمة عبر برامجها، ونشرات أخبارها، وتبرزها للعالم وتبرز تلك الصور الإنسانية، التي تقدمها مختلف الجهات الحكومية والخاصة، والهيئات والجمعيات السعودية الخيرية وغيرها، وكذلك جهود المتطوعين الأفراد والمؤسسات، الصور التي هي غاية في الإنسانية، الصور التي يعجز القلم عن التعبير عنها هنا، لأن الصورة، أصدق من أي تعبير بلاغي، فليتها كما هي تبرز لنا بعض شخصيات السنابيين، أن تقوم على سبيل المثال، بإبراز صورة ذلك العسكري الذي تخلى عن حذائه ليقدمه لحاجة مسنة تنتعل كرتونا في قدميها، ليتها قدمته إلى الإعلام كأنموذج لسعودي لم يقم بهذا العمل أمام الكاميرا كما يفعل السنابيون، ومثلها صورة احتضان ذلك العسكري لحاج مسن - وهي تتكرر بالعشرات - وكأنه يحتضن والده بكل حب وحنان، وقد ارتمى الحاج في أحضانه بكل أمن وأمان، ومثلها صور الشباب من الكشافة والمتطوعين الآخرين الذين يظللون رؤوس الحجاج من حرارة الشمس، ويقومون بتوزيع المظلات والأحذية، والمواد الغذائية، والمياه الباردة، والمشروبات والعصائر، جميعهم يتسابقون في مضامير فعل الخير، أو الذين يقومون برش «رذاذ الماء» فوق الحجاج، ليخففوا عنهم سخونة الأجواء، هذا ما يهمني أكثر، كي يعلم الذين يجلسون خلف الشاشات في كل أنحاء العالم أي إنسانية تلك التي يتسم بها أبناء المملكة، أو أبناء الصحراء رعاة الجمال كما يقولون همزا ولمزا.

 ليعلم الذين لا يرون فينا إلا نفطا وخياما أننا منبع الإنسانية الصادقة، أنا تهمني قنواتنا، أن تقوم بهذا الدور الإعلامي الوطني كي تخرس الألسن، وتفند أكاذيب الشنقيطي ومن لف لفه من الكارهين، كي يموتوا بغيظهم، فلا يهمني ما تقوله قناة الجزيرة، لأنها قناة عملت وتعمل على فبركة الحقائق في سياسة معادية لبلادي السعودية، ليس من اليوم، فهذا نهجها من قديم، فهي تسير وفق خطة ممنهجة لتشويه صورة المملكة، في محاولة بائسة لتضليل المشاهد العربي في كل مكان، وتعميته عن رؤية ما يحدث حقيقة على أرض الواقع، من مشاريع جبارة، وجهود ضخمة تقدم للحجاج عبر أيام معدودات هي أيام الحج، وفي بقعة محددة، هي المشاعر المقدسة «مكة، منى، مزدلفة وعرفات» ومنها إلى الحرم وإليها، لحجاج عادة ما يزيد عددهم عن المليونين ونصف مليون حاج، يتحركون وفق خطط منظمة ومرتبة، في صورة جميلة مهيبة، جعلت العالم المنصف يرقب تحركاتهم في انبهار، وهم يتنقلون بين المشاعر يؤدون نسكهم، في لقطة فنية مدهشة في كيفية إدارة الحشود، وهو فن لا تجيده دولة أخرى، بهذا العدد، وفي هذه المساحة المحدّدة، كما تفعل بلادنا، التي تسجل دائما النجاحات في ذلك، بعد كل هذا، فلا ينكر جهود السعودية للحجاج أو يدعو إلى تدويل الحج وهو يعلم تلك الجهود (إلا حاقد) فلله الحمد من قبل ومن بعد.