لو تأملنا حياة الإنسان وكل منجزاته العظيمة لوجدنا أن المهندسين كان لهم الفضل في كل ذلك. نحن نسكن ونعمل في مبان صممها مهندسون. ونمشي على جسور وطرق صممها مهندسون. ونتعالج في المستشفيات بواسطة أجهزة طبية صممها مهندسون. كل مصانعنا التي تُنتج لنا من تصميم مهندسين. في مزارعنا كل المعدات والجرافات والمولدات من تصميم مهندسين. الإنسان غزى الفضاء وزرع الأقمار الاصطناعية من خلال مهندسين. حتى الهواتف والأجهزة الذكية التي بين أيدينا ولا نستغني عنها صنعها لنا مهندسون.
أكاد أجزم بأن كل إنجاز ملموس في حياة الإنسان يقف خلفه مهندس. إذا كانت مهنة الطب هي أشرف مهنة فإن الهندسة بلا شك هي أعظم مهنة عرفتها البشرية.
في وطننا الغالي، رغم كثرة أعداد أبنائنا المهندسين، إلا أننا لم نواكب مصادر قوتنا وثرواتنا. في 4 مارس من عام 1938 بدأت بئر الدمام رقم 7 بإنتاج النفط، أي قبل 80 سنة من الآن. كان يمكننا توجيه الطاقات البشرية (الوطنية) لهذه الصناعة الجديدة ، وأن نكون أسياد هذا المجال، ونصدر لكل العالم خبراتنا ونستثمر في ذلك . بل أن يعمل ثلثي السعوديين في مجال النفط والطاقة عوضا عن الوظائف الحكومية التقليدية. وأن تسيطر شركاتنا الوطنية على حقوق تنقيب النفط وتكريرة في إفريقيا وآسيا الوسطى وأمريكا الجنوبية بدلا عن الشركات الصينية والأوروبية والأمريكية!
واليوم نحن نعيش نقلة نوعية بكل المقاييس، ولا نريد أن نكرر الماضي فنحن أولى بأن نتصدر مجال الطاقة النظيفة لأن العالم كله سيعاني منه اقتصاديا .