منذ تأسيس الجمهورية الإرهابية في إيران عام 1979 والقتل لم يتوقف، ولكن تغيّرت تسمياته وأشكاله، وأصبح على الهوية الدينية والطائفية، فمن كان في يوم من الأيام يدّعي أنه من المحرومين أصبح من الظالمين والقاتلين والمجرمين، وتحوّل من مثّل دور الحمل إلى ذئب شرس لا يعرف رحمة مع كل من خالفه واختلف معه، في السياسة والدين والتحالفات.
زرع النظام الإيراني في أوطاننا تنظيمات سرطانية خبيثة، استغلت فقر وجهل البعض لتحوّلهم إلى مرتزقة تعمل على تحقيق مشروع ولاية السفيه، وكان أساس هذا المشروع هو القتل والتفرقة الطائفية، فلا يمر يوم إلا وتسمع عن زينب والحسين أكثر من سماعك عن فلسطين والقدس، كيف لا وهذا كان الممر الذي عبر منه الخامنئي وقبله الخميني ليدخلوا مناطقنا، مستغلين جهل وضعف بيئة وضيعة، تصرخ أمامها لبيك يا حسين فتراهم كالخرفان يركضون في اتجاهات مختلفة، لتنفيذ ما يأتي من أوامر بعد هذا النداء الشهير.
عندما دخل حزب الله الإرهابي إلى سورية، قال أمينه العام حسن نصرالله، إنهم في سورية لحماية المراقد المقدسة، ولكن بعد أيام تسربت صور وتسجيلات تظهر عناصر الحزب يهتفون لبيك يا حسين، ورفعوا رايات كُتب عليها «يا حسين» فوق مآذن المساجد، وتحول المدافع عن المقدسات إلى متاجر بها كما تاجر بالمقاومة قبل ذلك، وأصبح مشروع ولاية الفقيه هو الأداة الأقوى في تشتيت الجمهور العربي، وإبعاده عن القضية الأولى وهي فلسطين، ليتلهى بالقتل والاقتتال الطائفي، وينسى أن القدس في خطر، وأن غزة محاصرة، وأن آلاف الفلسطينيين يقبعون خلف القضبان في سجون الاحتلال.
باختصار شديد، جعلت إيران من مشروعها أداة تخدم المشروع الإسرائيلي، وتشتت العقول في العالم العربي، ليصبح القتل وسيلة طائفية للتسريع في خروج المهدي من سردابه، فهذا المنتحل صفة إمام من آل البيت يدّعي البعض أنه لن يعود من غيبته الكبرى إلا بمزيد من سفك الدماء والقتل والكفر والفجور، وهذا ما يمتهنه حزب الله ويعمل من أجله ليل نهار، ويطبقه في سورية واليمن والعراق ولبنان، على أمل أن يسهم -كما يعتقد- في إخراج الشيطان من مخبئه ليكمل مشروع القتل، كما يعتقدون.
اليوم، نواجه حزب الله وإيران بالسياسة والإعلام وحتى بالسلاح، في اليمن، لأننا مؤمنون بأن قتال المجرمين واجب علينا كعرب ومسلمين، وحماية شعوبنا أيضا تستوجب منا الاستمرار بالتحرك ضد هؤلاء حتى إنهائهم.
أما من يسأل عن تحرير فلسطين، وتحريك الجيوش باتجاهها فأقول له، لا تتحرر فلسطين إلا عندما تقضي على ولاية الفقيه وأتباعها في المنطقة والعالم، لأنهم حماة لحدود الدولة العبرية، وجنودٌ في جيشها بلباس وأداء مختلفين، وأول من فضح هذه الحقيقة كان صبحي الطفيلي، وهو الأمين العام السابق لحزب الله.
ليكن مشروعنا مشروعا واضحا مقاوما لإيران وولاية الفقيه، علّنا نستطيع إعادة العقول المغيبة منذ سنوات والاستفادة منها في حماية أوطاننا، علّنا نستطيع إقناع أهل الشقاق والنفاق أنهم من قتل آل البيت، وأنهم من يتحمل مسؤولية سقوط وطنهم في مستنقع الاقتتال الطائفي بسبب إيران وميليشياتها الطائفية، وعلّنا نستطيع تحريرهم قبل أن يجدوا أنفسهم في مراكب الهجرة وسط البحر، مهاجرين إلى المجهول بعد أن لفظتهم أوطانهم التي قَتلوا فيها إخوانا لهم، فقط كي يحيا وليّ إيران السفيه، ومشروعه التكفيري الإرهابي الضال.