قالت افتتاحية صحيفة «الفاينانشيال تايمز - FINANCIAL TIMES البريطانية»، أمس، إنه منذ أن تولى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرئاسة أمسك بالمطرقة ليهدم كل الاتفاقات التي أبرمها الرئيس السابق باراك أوباما، وطوال العام الماضي وهو يحاول إنهاء مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي الإيراني. وأضافت الصحيفة أن ترمب وصف الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة و5 قوى دولية من بينها الصين وروسيا بأنه «أسوأ اتفاق على الإطلاق».
وترى الصحيفة أن الاتفاق النووي الإيراني له عيوبه، ولكن كما قال الرئيس الفرنسي ماكرون لا توجد خطة بديلة له تحد من طموح إيران النووي وتوقف سباق التسلح في الشرق الأوسط.
سبب المشاكل
نقلت وكالة «سبوتنيك - SPUTNIK» للخدمات الإعلامية، اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترمب إيران بالتسبب في كل مشاكل الشرق الأوسط. وأضافت الوكالة أن ترمب قال في مستهل اجتماع في واشنطن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إن «أصابع إيران وراء كل ما يحدث في الشرق الأوسط»، مضيفا «لن يكون من السهل عليهم استئناف برنامجهم النووي، سيواجهون مشكلات أكثر من أي وقت مضى». من جانبه، قال ماكرون «يجب أن ننظر إلى الصورة الكاملة خاصة الأمن في الشرق الأوسط والوضع في سورية والعراق»، متابعا «نريد احتواء وجود إيران في المنطقة».
الاتفاق كارثة
نشرت وكالة الصحافة الفرنسية AFP انتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاتفاق النووي الموقع بين إيران ومجموعة دول (5+1)، واعتبر أنه «كارثة»، وقال ترمب إن «الناس يعرفون موقفي من الاتفاق الإيراني، وهو اتفاق فظيع». وجاء كلام ترمب مع بدء لقاء عمل في البيت الأبيض مع الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يأمل خلال زيارة الدولة التي يقوم بها إلى واشنطن إقناع نظيره الأميركي بتغيير موقفه من الاتفاق الذي تم توقيعه في يوليو 2015 بين إيران ومجموعة 5+1 (الصين، والولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، وألمانيا).
ماكرون أمام الكونجرس
قالت وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض أمس أمام الكونجرس رؤيته الخاصة للعالم، غداة محادثات معقدة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب رغم المبادرات الودية الظاهرية. وبدأ ماكرون صباحه بخطاب رسمي أمام الكونجرس، بحضور أعضاء مجلسي الشيوخ الـ100 والنواب البالغ عددهم 435، فيما غاب عنه ترمب. وهو شرف لم يحظ به العديد من الرؤساء الفرنسيين منذ خطاب نيكولا ساركوزي في 2007. وبعد أن زار ماكرون مكتبة الكونجرس، استقبله رئيس مجلس النواب الأميركي بول راين. وبعد مرور 58 عاما تماما على زيارة مماثلة للجنرال شارل ديجول، وألقى ماكرون خطابا أمام الكونجرس باللغة الإنجليزية.
كتابة التاريخ
قالت مصادر في محيط ماكرون إنه تطرق مجددا إلى العلاقات التاريخية بين فرنسا والولايات المتحدة التي تواجه تحديات جديدة مثل زيادة التفاوت الطبقي، وتراجع الأرض والإرهاب والهجمات على القيم الديموقراطية، وصعود النزعات القومية.
وأضافت أن ماكرون دعا إلى عمل مشترك «لإعادة ابتكار النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين». ويرى ماكرون أن الولايات المتحدة وفرنسا عليهما أن تظهرا معا رغبة في «الاستمرار في كتابة التاريخ سوية».
وانتهز ماكرون فرصة زيارته للترويج لفرنسا، حيث التقى بعد ظهر الثلاثاء رؤساء مجالس إدارات نحو 30 مجموعة أميركية بينها «جي بي مورغان» و«بيبسي كولا» و«سيلزفورس» و«يو تي سي» و«بيست باي» و«إيه تي آند تي». وكما فعل في منتدى دافوس 11، أكد ماكرون مجددا أن «فرنسا عادت». وفي هذه المناسبة، أعلنت مجموعة البرمجيات العملاقة «سيلزفورس» أنها ستستثمر في فرنسا 2,2 مليار دولار على مدى خمسة أعوام.
بعد محادثاته الشاقة الثلاثاء الماضي، أقيم عشاء دولة فاخر على شرف الرئيس الفرنسي، دُعي إليه نحو 130 شخصا في البيت الأبيض الذي زُين بزهور الكرز. وكان بين الحضور إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر، ورئيس المجموعة الفرنسية للصناعات الفاخرة «إل في إم إش» برنار أرنو، ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد.
إلغاء البرنامج النووي نتيجة متوقعة
تقول صحيفة «ذا استريت تايمز - THE STRAITS TIMES» الماليزية إن إلغاء البرنامج النووي الإيراني هو النتيجة المتوقعة، إذا رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب التوقيع على تمديد رفع العقوبات قبل يوم 12 مايو المقبل، لن يتسبب إلا في المزيد من التوتر في المنطقة. وأضافت الصحيفة أن إلغاء الاتفاق أيضا سيحدث تعقيدات في جهود الولايات المتحدة لإقناع كوريا الشمالية بإجراء محادثات جادة بشأن نزع السلاح في قمة مرتقبة بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون في الأسابيع المقبلة. وتقول الصحيفة إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى واشنطن أمس والتي تتبعها زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل غدا تمثلان بارقة أمل، فكل من ماكرون وميركل يبحثان تشديد القيود على إيران بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية.