وجدت دراسة أجرتها باحثة في كلية لندن للاقتصاد، أن برامج مادية مثل برنامج «كيم كارديشيان» وأخواتها، يجعل المشاهدين غير مبالين بالفقراء، وماديين لأقصى الحدود.
وأن البشر -بطبيعتهم- يحبون الماديات بقدر حبهم للتكافل الاجتماعي، لكن عند كثافة تعرضهم إعلاميا لفكرة أن السعادة تأتي بالماديات، تهيمن عليهم المادة ويقل تعاطفهم تجاه بعضهم.
بعد أن لاحظت الحكومة البريطانية قلة ونقص الدعم الشعبي للجمعيات الخيرية والصدقات، أوكلت الباحثة في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، قسم الإعلام والاتصال، السيدة «رودولفو لييفا»، لفهم وحل هذه المعضلة.
وتوصلت الباحثة في دراستها إلى أن البشر ماديون بطبيعتهم، ولكنهم أيضا عاطفيون، ويقدرون التكافل الاجتماعي بشكل كبير.
ولكن، تضيف الباحثة: إن الطريقة التي يتم فيها تمثيلهم في الإعلام وتمثيل سعادتهم، لها دور في إعادة موازنة القوتين: المادية والأنانية في جهة، والعطاء والتكافل في جهة أخرى.
وجدت الدراسة أن الأشخاص كلما تعرضوا لمزيد من المحتويات الإعلامية التي تركز على الماديات والماركات والمباهاة بالأشياء، كطريقة للسعادة، فإنهم يصبحون أكثر ميلا لأن يكونوا أنانيين، وربما معادين للمجتمع، والأكيد غير متعاطفين مع الفقراء والمعدومين.
ناقشت الدراسة أكثر من 487 شخصا بالغا، حول إعلانات عن منتجات فاخرة وصور تابلوهات للمشاهير الذين يعرضون السلع باهظة الثمن، وعناوين صحفية لقصص مشاهير وأثرياء، ثم سُئلوا عن مواقفهم من الثروة والنجاح، والفوائد الحكومية، والفقراء. وأظهرت النتائج أنه حتى ولو تعرّض الأشخاص للإعلام المادي لوقت قصير جدا، فإنه سيكون له تأثير سلبي على مواقفهم النبيلة تجاه الفقر، ويجعلهم أقل تعاطفا.
وأضافت الدكتورة «رودولفو لييفا»: «تشير النتائج إلى أن التعرض المؤقت للرسائل الإعلامية المادية والاستهلاك المنتظم لها، يؤدي إلى تعزيز النزعة المادية والمواقف الداعمة للرفاهية غير المتعاونة للمجتمع».
من وجهة نظري الشخصية، فإن دراسة من هذا النوع على مجتمعنا، قد تكشف الأكثر غرابة والأكثر وجعا. لدينا مشهورات في «سناب شات» و«إنستجرام» ليس لديهن أي أمر يقدمنه سوى تصوير أساور «كارتيه»، وحقائب «شانيل»، والأدهى أنهن لا يتعرضن لأي نوع من العقوبات أو الرقابة أو القوانين التي تكافح تأثيرهن السلبي على المجتمع، ليس من ناحية مادية، ولكن من ناحية تعاطف المجتمع تجاه بعضه وتكافله الاجتماعي وتقاربه.
أقترح أن يتم فرض ضريبة حكومية على كل إعلان، تقوم به مشهورات «إنستجرام» و«سناب شات» للماركات العالمية الباهظة، والتي يُستهدف بها أفراد المجتمع السعودي.
وإضافة إلى ذلك، أقترح أن يتم قياس تأثير مشهوراتنا المحليات، ومن كان لها تأثير سلبي يعزز الماديات والقشوريات، ولا تقدم أو يقدّم أي دور تجاه المجتمع، ولا تعي أو يعي مفهوم المسؤولية الاجتماعية، فيتم إيقافهم فورا، أو التحسين من أدائهم عبر استشارة الخبراء والمختصين في الإعلام وعلوم الاجتماع.