وضعت وزارة الثقافة والإعلام حدا لكل الانتظارات والتكهنات والأمنيات وأعلنت تمديدا لمدة عام لمجالس إدارات الأندية الأدبية، وتأجيل استحقاق الانتخابات، حتى اكتمال تكوين الجمعيات العمومية التي وطبقا لتقارير صحفية لم تحظ بإقبال ولم تلق حماسا لها من قبل غالبية المثقفين، وهذه كارثة حقيقية يتعين على الوزارة السعي لدراستها لمعرفة مكمن العلة.
وإذا كان الزملاء في مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية السابق برئاسة جبير المليحان قد أرجعوا استقالتهم إلى ما سموه (ضبابية الرؤية)، يبقى هذا الرأي محل تساؤل وتأمل في ظل المستجدات.
خاصة وأن الوزارة في قطاعها الثقافي منذ تأسيسه 2004 عقدت أكثر من مؤتمر وأكثر من لقاء في الرياض وجدة وفي عهد الوزيرين السابقين الدكتور فؤاد الفارسي وإياد مدني. وتمخضت عن هذه المؤتمرات واللقاءات أطنان من التوصيات، فألم تفلح في تفعيلها تمهيدا لتطبيقها على أرض الواقع؟
أم إن الإجراءات تتغير بتغير الشخصيات وتبعا لتجذر البيروقراطية؟
نطرح هذه التساؤلات في ظل شفافية عودنا عليها الوزير الطلق المحيا أبدا الدكتور عبدالعزيز خوجة، وفي واقع اعتياد على المكاشفة معه بدءا من صفحته الحيوية في موقع الفيس بوك. ولن أنسى دعوته لنا في صحيفة الوطن لحظة نشرنا قصة صفحته يومها ومطالبته بإبداء أي ملاحظة على أعمال وزارته بشقيها الإعلام والثقافة.
وتحت هذا المنظور كتب السبت الماضي الدكتور محمود سالم الغامدي في جريدة المدينة، عن (الاستلاب الثقافي) متسائلا عن اقتصار الأندية على (الأدبية)، مطالبا بتوسعها لتكون ( ثقافية)شاملة، وهو ما يعيدنا لمساءلة فكرة (المراكز الثقافية) على غرار تجربة (قصور الثقافة) في الشقيقة مصر. فالأدبية صيغة لم تعد ملائمة للعصر ومتغيراته، وهو رأي ظل يطلق منذ أكثر من عقد على أكثر من صعيد.
فالمجتمع الآن بكل تعقيداته تبقى الصيغة الأنسب لاستيعاب جزء من هذا التعقيد مراكز ثقافية كبرى في كل المدن، تضم ناديا أدبيا وثانيا للمسرح وثالثا للفنون البصرية، وناديا علميا وسينما، ومقهى، وبخشة لرياضات خفيفة، وهكذا أشياء مما طرحه كثيرون قبلا، لأن محبي الأدب والعلم والمعرفة واتجاهات الثقافة كافة، ربما يحتارون كثيرا أين يلتقون أو يذهبون هذه الأيام خاصة إن لم يكونوا من عاشقي ارتياد الصوالين المنزلية التي يفتحها مشكورين عدد من الوجهاء، وهي في الغالب تنحو نحو صيغ اجتماعية ولقاءات أصدقاء وبعض أدعياء وأحاديث مرسلة، لا يمكن أن تنتج فكرا أو معرفة، أو تتبنى إبداعا أو ترعى تيارات واتجاهات إبداعية وفنية. بل وربما تقتصر على سن معينة.
وإذا ما ظللنا محتشدين بالأمل والتفاؤل الذي كنا عليه مع منتصف العشرية الأولية لهذا القرن، ربما أمكننا أن نستشرف شيئا يصنعه هذا التمديد خلال عام، شيء يهمنا أن يكون أخضر.