في 25 يوليو الجاري، هاجم المتمردون الحوثيون ناقلة نفط مدنية في البحر الأحمر، غربي ميناء الحديدة اليمني.

وكانت السفينة -ناقلة نفط كبيرة جدا مزدوجة الهيكل ترفع العلم السعودي، وتحمل اسم «أرسان»- غادرت ميناء رأس تنورة في 16 يوليو محملة بنحو مليوني برميل من النفط إلى مصر.

ومنذ الهجوم، علقت السعودية حركة ناقلات النفط عبر مضيق باب المندب، وستستمر مثل هذه الإخلالات في تدفقات الطاقة العالمية إلى أن تغادر القوات الحوثية محافظة الحديدة الساحلية.

إضافة إلى الضربات التي استهدفت السفن الحربية الأميركية والسعودية والإماراتية في الفترة من -2016 2017، تُشكل حادثة «أرسان» واحدة من عدة تهديدات وهجمات شنها الحوثيون ضد سفن الشحن المدنية بالقرب من باب المندب.

لدى الولايات المتحدة التزام طويل الأمد بضمان أمن الممرات البحرية الدولية، إذ يتم نقل أكثر من 4 ملايين برميل من النفط يوميا عبر مضيق باب المندب.

ووفقا لذلك، على واشنطن دعم التزامها باتخاذ الخطوات التالية لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي:

• تحذير الحوثيين من شنّ أي هجمات إضافية على الشحنات، فضلا عن هجمات صاروخية خلال طائرات بدون طيار،

ضد السعودية.

• الاستعداد لشنّ ضربات في حال استمرار الهجمات، لأن التحذيرات الأميركية لا تخلِّف عادة أثرا كبيرا على الحوثيين،

ما لم تكن مدعومة باستخدام القوة. يتعيّن على أي ضربات استهداف قدرات الحوثيين على شن هجمات على الشحنات واستخدام الطائرات بدون طيار على طول ساحل البحر الأحمر.

• جمع مزيد من المعلومات الاستخباراتية ضد «السفينة الأم» الإيرانية «سافيز»، التي هي سفينة شحن راسية على أرخبيل «دهلك» على البحر الأحمر. ويستخدم الجيش الإيراني السفينة «سافيز» على الأرجح لتزويد الحوثيين ببيانات استهداف، لشنّ هجمات ضد سفن الشحن. وقد تكون مراقبة السفينة عن كثب والتهديد بكشف دورها الاستخباراتي المشبوه كافيين لجعلها تغادر المنطقة.

وفي المقابل، إذا تمكَّنت السلطات من إثبات تورطها في الأنشطة العسكرية، فقد تكون لديها الحجة للصعود إلى السفينة والاستيلاء عليها، الأمر الذي قد يُوفر مزيدا من الأدلة على انتهاك إيران نظام عقوبات الأمم المتحدة ودعمها الهجمات ضد سفن مدنية.

• تسريع وتيرة مفاوضات الأمم المتحدة: يجب عدم إعاقة عملية الأمم المتحدة الرامية إلى إقناع الحوثيين بالانسحاب من ساحل البحر الأحمر. وإذا لم يوافق الحوثيون على الاقتراح خلال فترة زمنية محددة، فعلى الأمم المتحدة إبلاغ الشركاء في الائتلاف الخليجي بأنهم وفوا بالتزامهم بالسعي إلى إيجاد حل سلمي للتهديد الذي يواجه حركة الشحن، وأن بإمكانهم اتخاذ إجراءات أكثر قوة عندما تدعو الحاجة إلى ذلك.

 

 *زميل في برنامج «ليفر» متخصص في الشؤون العسكرية والأمنية – (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط) - الأميركي