تداولت نشرات الأخبار العالمية والمواقع البحثية ما تم نشره مؤخرا في المجلة الطبية البريطانية BMJ، وشمل نتيجة 141 دراسة علمية، على أن تدخين سيجارة واحدة يوميا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية بنسبة تراوح بين 48 و74%. وأوضحت الدراسات الطبية الموثقة من منظمة الصحة العالمية أن رأس المعسل الواحد يكافئ 70 -100 سيجارة.
الجميع يعلم أضرار التدخين الصحية والاقتصادية، ولا أكثر من إجبار الشركات العالمية على وضع تحذيراتها على علب السجائر، ويجدر بالذكر وجود إحصاءات محلية سابقة أشارت إلى أن هناك 70 ألف مواطن سعودي يتوفون سنويا بسبب أمراض التدخين، مما يؤدي إلى تكبد المملكة ما يقارب «5 مليارات ريال سنويا» نتيجة الرعاية الصحية الناتجة عن أضرار التدخين.
وقد نصت رؤية 2030 على بناء مجتمع صحي وحيوي وبيئة جذابة وعامرة، وقد اتخذت المملكة خطوات كبيرة مؤخرا لمحاربة التدخين، منها خضوع منتجات التبغ لضريبة القيمة المُضافة والقيمة الانتقائية، وهذا جزء من محاولة تقنين ومحاربة تلك الآفة الكبيرة، مما أدى إلى انخفاض قيمة واردات السعودية من التبغ ومشتقاته في الربع الثالث من العام السابق بنسبة 71%، وذلك تأثرا بتطبيق الضريبة الانتقائية، ولكن ذلك لا يكفي، لأن كثيرا من المدخنين تحولوا إلى أنواع أرخص من التدخين، منها الشيشة الإلكترونية، وتدخين الشيشة أو المعسل.
ومن أبجديات مكافحة التدخين التي تنصح فيها منظمة الصحة العالمية، وتطبقها معظم الدول الاقتصادية والصناعية في العالم، هو منع التدخين في المطاعم والأسواق والفنادق والأماكن المغلقة، مما يسهم بشكل فعّال في الحفاظ على عدم استنشاق الدخان والمواد السرطانية المنبعثة منه، ويقلل من عدد المدخنين.