كشفت التحقيقات النهائية من قبل الشرطة الإندونيسية كذب ادعاءات أم هيفاء التي ظهرت عبر مقطع فيديو في مارس الماضي، وذكرت أن والد طفلتها مواطن سعودي توفي في جاكرتا نتيجة حادث مروري.

وصرح سفير خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا أسامة بن محمد الشعيبي لـ«الوطن» أن الجهات الأمنية الإندونيسية كشفت نتائج التحقيقات، وتبين أن أم هيفاء اعترفت أنها كذبت قصتها، وأنه لا وجود لشاب يدعى «سلطان الحربي»، وأن هذا الشخص لم يمت، وأنها استغلت هذا الاسم لوجود تشابه بين ملامح ابنتها وملامح الفتاة العربية أو السعودية.



فك اللغز

قال السفير الشعيبي إن القضية تسبب في ظهور الكثير من الشائعات وكذلك إزعاج للشعب السعودي وقبيلة محددة، ولذلك خاطبت السفارة السلطات الإندونيسية للتحقيق مع السيدة «منى» وهي أم الطفلة هيفاء، وذلك للوصول للحقيقة وفك لغز القضية. وأضاف أن «منى» اعترفت في التحقيقات أنها كانت تذكر أن ابنتها من أب سعودي لكي تستعطف السياح الخليجيين لكسب المال منهم، خصوصا السعوديين.



مسؤولية مصور المقطع

أكد السفير السعودي في إندونيسيا أن المسؤولية والملامة تقع على السائح السعودي الذي صور المقطع ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي تسبب في إساءة للمجتمع، موضحا أنه كان يفترض بهذا الشخص الذي ذهب لمنطقة الجبل بونشاك «كوتا بونقا»، الرجوع للسفارة السعودية وتسليمها المقطع دون القيام بنشره بطريقة أساءت لقبيلة معينة.

وأوضح «أن السائح السعودي أخطأ لأن أم هذه الطفلة كانت تستغل السياح السعوديين بالطفلة، وكسب عطفهم عن طريق دفع مبالغ لها بعد إيهامهم أن الطفلة سعودية ووالدها سعودي الجنسية، وهذا غير صحيح إطلاقا».



جنسية الطفلة غير محددة

وحول جنسية الطفلة، أكد الشعيبي أنه لا يعلم ما جنسيتها، مبررا ذلك بوجود عدة جنسيات من السياح في إندونيسيا، فهناك سياح من باكستان وأفغانستان والعراق ودول الخليج، موضحا أنه خلال التحقيقات اعترفت بأنها تكسب المال من وراء استعطاف السياح الخليجيين، خاصة السعوديين، فهي تعرف بأنهم يحبون أعمال الخير ولديهم خوف وغيرة على بناتهم. وكشف السفير السعودي أن مصور المقطع السائح السعودي تم التواصل معه وطلب منه مراجعة السفارة، لكن وجدنا بعد مرور عدة أيام بأنه هرب من إندونيسيا، وذلك بعد أن عرف أن ما قام به خطأ أساء فيه لقبلية بشكل خاص والمجتمع السعودي بشكل عام.

نشرت «الوطن» قضية الطفلة هيفاء بعنوان «سفارة المملكة بجاكرتا تتقصى حقيقة هيفاء»، حيث ذكرت أم الطفلة حينها أنها تزوجت بشخص سعودي منذ 13 عاما، وكان من السياح الذين يأتون إلى القرية باستمرار، وبعد أن تعرف عليها طلب يدها للزواج دون أن يقدم أي مهر يذكر، ولكن الظروف الاقتصادية التي يعيشون فيها بتلك القرية كانت تحت خط الفقر، مما دفعها لقبول الزواج منه، وكان شابا يصغرها بالسن ويبلغ 20 عاما وتم الزواج بالفعل.

وأضافت أنه أقام لها منزلا بجوار منزل أسرتها. وتابعت «كان زوجي يحضر إلي كل شهرين مرة واحدة ويبقي لمدة شهر، ومن ثم يعود للسعودية، ولم أكن أعرف عن عائلته شيئا، وكان يخبرني بأن عائلته أيضا لا تعرف شيئا عن هذا الزواج.

وأكدت أن زواجها كان بدون أوراق رسمية، وبعد مرور فترة أنجبت الطفلة التي اتفقت معه على تسميتها «هيفاء»، مبينة أنه توفي في حادث مروري نتيجة وعورة المنطقة التي تسكن فيها، وكشفت أنه حينما نقل إلى المستشفى لم تكن موجودة، خصوصا بعد أن عرفت أن أسرته حضرت من السعودية لاستلام جثمانه ونقل إلى المملكة ودفن هناك، وهي قامت بإخفاء أمر الطفلة خوفا من أن يتم أخذها من قبل أعمامها.


 


وقائع قصة الطفلة هيفاء





 سائح سعودي يصور الفتاة وأمها في منطقة الجبل بونشاك «كوتا بونقا»

الأم تدعي أن ابنتها اسمها هيفاء، وأنها من أب سعودي وتذكر قبيلته

 السفارة السعودية تتدخل وتستدعي الأم والطفلة

 السفارة تتحقق من حديث الأم عن الأب المتوفى وتنفي وجود معلومات عنه

 السفارة تطلب من السلطات الإندونيسية التحقيق مع الأم

 الأم تعترف أخيرا أن كل ادعاءاتها في القضية ملفقة