من أصعب الأمور في الحياة العلمية الحصول على قبول في جامعة متميزة على مستوى العالم مثل جامعة هارفارد أو جامعة ستانفورد أو أي جامعة من جامعات النخبة والعشرين الأفضل على مستوى العالم، معايير القبول في هذه الجامعات مرتفعة جدا، وتضع مقاعد محدودة يتنافس عليها نخبة الطلاب المتميزين على مستوى العالم، واقتناص الفرصة من بينهم تتزايد صعوبتها وتحدياتها، ورغم ذلك نجد الطلاب السعوديين هم الأكبر عددا من بين الطلاب العرب الذين يشغلون مقاعد دراسية فيها، فجامعة هارفارد كمثال عدد الطلاب السعوديين فيها 32 طالبا بينما مصر 25 طالبا والأردن 13 طالبا والكويت 7 والإمارات 6 والبحرين 4 وقطر 3 طلاب، وأخيرا العراق وعمان طالب واحد فقط، ولو ذهبنا إلى جامعة ستانفورد فإن عدد الطلاب السعوديين فيها 30 طالبا ومصر 9 طلاب وبقية الدول العربية لا يوجد لديها أي طالب ملتحق بها.

وضعت هذه الأعداد ليس للتفاخر على أشقائنا العرب ولكن لتوضيح أنه توجد فرص لأبناء هذا البلد للحصول على قبول

في هذه الجامعات التي يجب أن نتنافس على مقاعدها الدراسية، لما تتميز به من سمعة أكاديمية مشرفة، تمنح طلابها التعليم والتدريب الأفضل والأكثر ملاءمة لسوق العمل، فأحد الطلاب السعوديين المتخرجين من جامعة ستانفورد حصل على عدة عروض جادة من شركات عالمية بمجرد تخرجه، فاختار أن يقبل عرض شركة «فيسبوك»، وحصوله على هذه العروض هو دلالة على إيمان أكبر الشركات العالمية بمعايير القبول الصارمة في هذه الجامعات، وثقتهم الكبيرة في أساليبها التعليمية والتدريبية، لذلك تجدهم يتنافسون على خريجيها ويمنحونهم أفضل عروض العمل.

 وكالة الابتعاث بوزارة التعليم هي أيضا لديها الثقة الكبيرة في معايير القبول الصارمة بالجامعات العشرين الأفضل على مستوى العالم، ولذلك أطلقت مسارا خاصا للقبول في برنامج الابتعاث، وهو مسار يوفر للطالب قبولا فوريا في برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بمجرد حصوله على قبول دراسي غير مشروط من أي جامعة من الجامعات العشرين الأفضل على مستوى العالم، هذا الحافز الذي وضعته الوزارة لأبناء وبنات هذا البلد يرفع عدد الطلاب السعوديين في الجامعات المتميزة، ويحقق أحد اهم أهداف وكالة الابتعاث، وهو الانتقال من مرحلة الابتعاث الكمي إلى مرحلة الابتعاث النوعي ذي الجودة العالية، وهذا ما نرى نتائجه بدأن تتحقق.

 انضمام طلاب سعوديين لهذه الجامعات المتميزة يعني أيضا صناعة قيادات المستقبل، هذه الجامعات تهيئهم وتحثهم لخلق المبادرات البناءة التي تصنع أفضل الحلول لحل مشكلات الاقتصاد والمجتمع وغيرها، بل تعمل مبادراتها لتطوير المجتمع والاقتصاد والصناعة والتقنية، وتفادي المشاكل المُحتملة مستقبلا.

 ومن أهداف الوزارة أيضا هو منح خريجي برنامج الابتعاث فرصا للتدريب والعمل في الشركات العالمية في الخارج، وذلك لإيمانها بأهمية الاستفادة من التجارب الدولية ونقلها للداخل السعودي، سواء أكان في القطاع العام أو القطاع الخاص، وفرص خريجي جامعات النخبة ستكون كبيرة للحصول على فرص التدريب والعمل في الشركات العالمية الصناعية والتقنية، وبالفعل رأينا العديد من الطلاب السعوديين يعملون ويتدربون في شركات عالمية مثل فيسبوك وجوجل وهواوي وغيرها.

حصول أي طالب أو طالبة سعودية على قبول غير مشروط من إحدى الجامعات العشرين الأفضل يمنحهم فورا الانضمام لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وهذه فرصة عظيمة وفرتها وزارة التعليم لم أجد أي جهة في العالم تمنح مثل هذه الفرصة، فليس كل الطلاب والطالبات يستطيعون تحمل تكاليف الدراسة في هذه الجامعات العالية التكلفة، ولذلك أن تمنحهم الوزارة منحة ابتعاث فورية بمجرد الحصول على قبول هو أكبر تشجيع من قبل قيادات الوزارة لرفع عدد الطلاب المبتعثين في الجامعات النخبة وبالتالي خلق جيل من القيادات المتميزة.