عبدالوهاب طواف
تُمثل إيران أُس وأساس ومصدر وبؤرة الإرهاب والعنصرية في المنطقة؛ في حين تتمثل مهمة حسن نصر الله بأخذ تلك الشرور بالجملة ومعالجتها، وتولى مهمة تفريقها وتوزيعها إلى جُرع تناسب المكان والزمان والحالة لكل دولة عربية على حدة.
السيد حسن نصر الله يخصنا في اليمن بكميات هائلة من السموم الطائفية والأفكار العنصرية وبصورة دورية ومستمرة.
حسن الذي حاز على مكانة كبيرة لدى الشارع العربي يوماً ما بحروب وهمية ضد إسرائيل، وتمكن من صناعة مجد زائف له؛ خدع به البُسطاء لتجييشهم لاحقاً في حروب إيران العدوانية والثأرية؛ ليستيقظ المواطن العربي اليوم ليجد ذلك الشيخ الوقور قد تحول إلى فأس مسمومة؛ يفتك بها أجساد وعقول أهلنا في لبنان وسورية والعراق؛ ويفتك ويُمزق كل ما يجد أمامه من بشر وحجر وثقافة ووشائج اجتماعية وعلاقات مجتمعية مسالمة.
حسن نصر الله يمثل وكيلا وشرطيا لإيران في المنطقة، والحامي الهُمام لمصالحها غير المشروعة؛ متنكراً للبنان ومحيطها العربي.
عندما فشلت إيران بتصدير ثورتها العنصرية بقوة السلاح إلى العراق في الثمانينيات؛ عملت على صياغة خطة جديدة تمثلت باحتلال الدول من الداخل عبر عملاء محليين؛ شدتهم ووثقتهم بها برباط مذهبي طائفي مالي، وعملت على تزويدهم ببذور الفُرقة والتطرف، ودفعت بهم لاختطاف مؤسسات دولهم بقوة السلاح، وبالطبع بشعار استعادة القدس والموت لإسرائيل وببقية الشعارات الجوفاء.!
أهداف إيران تتمثل في إضعاف الدول العربية من الداخل وإزاحة حكوماتها الوطنية وإحلال حكومات ضعيفة طائفية متناحرة بديلاً عنها، تُدين بالولاء المطلق لطهران.
حسن يتسول السلطة والمال والنفوذ من وراء حروب كلامية ضد إسرائيل والغرب، والكل يعلم أنه يمثل ساتراً حصيناً لأمن إسرائيل كما هي إيران. حسن الذي تاجر بالقدس خطابياً وأشعل الحرائق في لبنان وسورية واليمن والبحرين، وتسبب بنزيف الدماء العربية المسلمة المسالمة الزكية؛ خدمة لتوجهات إيران الإرهابية، حيث يعيش بأمن وأمان واطمئنان قرب الحدود الإسرائيلية؛ ولو كان يمثل تهديداً بسيطاً لأمن إسرائيل لتمت تصفيته بطائرة صغيرة لا تساوي ألف دولار. فهو الذي يدعم جماعة الحوثي بالإرهابيين والخِبرات التدميرية؛ الثقافية منها والهجومية، وحوّل لبنان العزيزة من جوهرة الشرق الأوسط ومنبع للتعايش والتنوع والثقافة والسياحة إلى مجرد نقطة ترانزيت لإيران لتصدير الشر والشرور والسلاح والمخدرات إلى دولنا العربية.
حسن نصر الله الذي قال إن الطريق إلى القدس يمر من دمشق؛ ها هو يقول إن الطريق إلى القدس يمر من صنعاء. ذلك غير الحسن الذي لا هم له إلا النيل والتعرض والتآمر على أمن أرض الحرمين الشريفين؛ هو الرجل الشرير والقرصان المتجرد من القيم والمبادئ الإنسانية الذي حول جزءا من اليمن بفعل خبراته إلى حقل مليء بالألغام المميتة. فهو ترمومتر حقيقي يعكس حال ووضع جماعة الحوثي الإيرانية الإرهابية؛ فعندما تكون تلك الميليشيات في وضع خطير ومنهزم نراه يطل علينا بخطاب يشدّ من أزر تلك المجاميع الإرهابية؛ ويختفي بمجرد أن تكون الغلبة لمعاول الهدم الحوثية ضد الشعب اليمني المظلوم.
بالأمس خرج علينا بخطاب مليء بالحقد والكراهية والعنصرية يتمنى المشاركة المباشرة في قتل اليمنيين. هذا الخطاب يدلل على الحالة المزرية التي وصلت إليها جماعة الحوثي الإيرانية الإرهابية، ويحاول به تأخير نصر الشعب اليمني على فلول الإرهاب والإرهابيين الحوثيين، بدعم وإسناد ومؤازرة من إخواننا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة والسودان الشقيق؛ والذي صار قاب قوسين أو أدنى.
كنت أتمنى من القرصان حسن أثناء انشغاله بكيفية سفك دماء اليمنيين أن يخصص دقائق من وقته في كيفية حل مشكلة تراكم القمامة في شوارع بيروت؛ خصوصاً أنه السبب الرئيس لتلك المأساة!
غداً تُشرق شمس المحبة والسلام على كل دول المنطقة العربية وتخبو شرر وشرور ونيران إيران وذيولها في المنطقة.
*سفير اليمن السابق لدى سورية