بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبمتابعة من سمو ولي العهد محمد بن سلمان، بدأت المملكة منذ عدة أشهر مكافحة الفساد في عملية لا مثيل لها حتى اليوم في التاريخ الإسلامي.
فإذا كان الفساد المالي جريمة من الجرائم الخطيرة على الحاضر والمستقبل لأنها تعرقل تنمية الوطن والمواطنين، إلا أن إزهاق الأرواح من أسوأ أنواع الفساد التي عرفتها البشرية.
في عام 1400 للهجرة بعد واقعة الاستيلاء على الحرم المكي تم القضاء على رأس الفتنة جهيمان العتيبي مع مجموعة من أتباعه، وبقيت أفكاره ومفاهيمه المنحرفة للدين، وانتشرت في طول البلاد وعرضها، وتم الاستسلام لها ثم الاقتناع بها حينما تغلغل أتباعها من الصحويين في معظم الجهات الحكومية عن طريق التعليم والمعلمين والمعلمات، والمنابر والرحلات البرية، والإعلام بأشكاله المختلفة والأشرطة والكتيبات المنتشرة في مقاعد الاستقبال في المشافي والوزارات.
وبسرعة مذهلة نجحت الصحوة في اختراق المناهج التعليمية بما يضمن لها إقناع الأجيال الجديدة بمفاهيمها الدينية المنسوبة للإسلام، فكان لها ما أرادت إلى حد كبير، وحولت حياتنا إلى كئيبة لا تطاق.
وضع أتباع الصحوة نظاما أدى تطبيقه الحرفي إلى ولادة الظواهر الآتية:
ـ حرمان المرأة من حقوقها الشرعية بإرغامها على لبس عباءة سوداء حتى في عز الصيف، وأن تضعها على رأسها وليس على كتفها لكي لا تتشبه بالرجل.
ـ إجبارها على تغطية وجهها.
ـ منع المرأة من قيادة السيارة.
ـ تحريم الاختلاط بين الرجال والنساء حتى داخل البيوت.
ـ معاقبة التجار الذين لا يقفلون متاجرهم أوقات الصلاة.
ـ إرغام سيارات نقل المضيفات والطالبات على تظليل زجاجها الجانبي والخلفي لكي لا يراهن أحد.
بينما يرى المسافرون جوّاً مضيفات الخطوط السعودية أثناء الطيران معهن في طائرة واحدة!!
ـ منع الشباب من دخول الأسواق التجارية.
ـ منع النساء من العمل في المتاجر أو المكاتب.
ـ منع الرجال من دخول أي معرض تجاري متخصص في بيع المستلزمات النسائية تديره امرأة.
ـ تحريم الموسيقى والغناء، والزعم بأن صوت المرأة عورة، والخلط بين الخلوة والاختلاط عمدا، وكذلك تحريم الرياضية على النساء في أي مكان.
هذا قليل من كثير من الأمور المباحة شرعا حولتها الصحوة إلى منكرات تماشيا مع المفاهيم الدينية المنحرفة.
عفوا، فقد أطلت هذه المقدمة تمهيدا للدخول في مخالفات جسيمة مورست ولم يحاسب مرتكبوها.. فإلى اللقاء مع صلب الموضوع.