تعيش الكليات الصحية في الجامعات التي بها مدن طبية صراعا بين انضمامها لإدارة المدينة الطبية أو التمتع باستقلاليتها، هذا الصراع الذي تعيشه الكليات الصحية مع نفسها من وجهة نظري غير منطقي لسببين:
الأول وهو أن جميع الكليات الصحية تسعى إلى رفع جودة التعليم الطبي لديها، وتطوير بيئة أكاديمية صحية بالدرجة الأولى، وهذا الأمر سيصعب عليها تفعيل الجوانب الإكلينيكية، فمن باب أولى أن تنضم تحت المدن الطبية كون المدينة الطبية تمتلك الخبرة في تفعيل الجوانب الإكلينيكية، وهذا الانضمام سيكون له الأثر البالغ في تحسين الخدمات الإكلينيكية لهذه الكليات، وسيحقق لها قفزات هائلة نحو سرعة التحول، لأن معظم الكليات الصحية تمتلك قدرات وكوادر إكلينيكية، ولكنها مهدرة وغير مستفاد منها.
والاستقلالية التي تبحث عنها الكليات الصحية لن تكون ذات جدوى بعد عدة سنوات، بل ستؤثر في مخرجاتها عندما تتحول الجامعات إلى جامعات ربحية.
والسبب الثاني: أن المدن الطبية في الغالب تتمتع باستقلال إداري يساعدها في حسم كثير من الأمور، وهذا سيسهل عمل الكليات الصحية في جميع الجوانب، وعلى رأسها توظيف عقود التشغيل الذاتي، واستقطاب ذوي الخبرة الإكلينيكية.
إذا ما أردنا صناعة نجاح مختلف وتميز يحسب للوطن أولا ويسهم في رفع جودة الخدمة الصحية وندعم بذلك جهود وزارة الصحة، يجب التوقف عن تعطيل أفكار قد تساعد في بناء مستقبل صحي يشرف هذه الجامعات.