في مسلسل عوالم غريبة الذي قام فيه عادل إمام بتمثيل دور صحفي وكاتب اسمه هلال كامل مفارقات ومشاهد قد يكون عاشها معظم الكتاب في عالمنا العربي.

 في المسلسل يقول صديقه المقرب وهو كاتب وصحفي أيضا مقالاتك تجيب القلق ويرد هو بابتسامة يكررها عندما يظهر انزلاق صديقه في وحل استخدام قلمه للمحافظة على مكاسب شخصية أو تلبية حاجات مادية، تكشف هذه الابتسامة عن قدرة هلال كامل على أن يتعامل مع صديقه بإنسانية وتفهم لضعف الإنسان فلا يعايره ولا يلومه.

 لكن في موقف آخر عندما تصرخ به ابنته «خدنا إيه من وطنيتك»، مذكرةً له بأن قلمه تسبب في حرمانها من المعيدية في الجامعة رغم تفوقها ومن منصب يليق بها في الحكومة، لا يستطيع هلال كامل أن يكون متفهماً أبداً ربما لأنها جزء منه، كان يجب أن يكون في نفس مستوى الوطنية والرفض للفساد، وربما لأنها كانت العمل الوحيد الذي لم ينجزه بوطنية، فالفتاة المقهورة تصبح جزءا من الفساد الذي يحاربه والدها غضباً من وطنيته التي أبعدتها عن حقها.

 في المسلسل أيضاً يظهر دور الممول الذي يفرض على الجريدة خدمة أهدافه ومن أهمها إثارة الرأي العام، وهنا يجد الكاتب نفسه في مأزق، فهناك قضايا يجب أن تثار لإيجاد حل لها لكن إثارتها أيضا قد تخدم أهدافا خارجية يشرف عليها ممول الجريدة، وهنا إشارة للخيط الرفيع بين أمن الدولة وشفافية الصحافة ودورها في النقد، لكن المؤلف لم يمض قدماً في مناقشتها ربما لأنها قضية حساسة جداً وتحتاج لمسلسل حتى تتبين، فنجده يكتفي بإضافة دور ضابط أمن الدولة الذي يشرف على هلال كمال فينجح الأخير بإدارة العلاقة باحتراف، فالضابط يحاول كبح اندفاع هلال وتنبيهه بأن هناك أخطارا من إثارة الرأي، وهلال يريد مهاجمة الفساد بقوة لكنه لا يمانع في وضع الأمور في نصابها، وتسليم كل ما يصل إليه للضابط، ثم يكتب مقاله وهنا يختار وطنه على السبق الصحفي، لكن ذلك بالطبع بعدما تأكد أنه يستند على رجل أمن لا يقل عنه وطنية وشهامة وكره للفساد.