كشف تقرير جديد عن التنوع في شركة «قوقل» وموظفيها أنه يهيمن عليها الرجال من العرق الأبيض، ومطالبات باستقطاب المزيد من الأعراق والأنواع الاجتماعية للشركة. ويأتي التقرير بعد اجتماع المساهمين في «قوقل» السنوي الأسبوع الماضي، حيث اقترحوا على الشركة تحقيق المزيد من التنوع في الوقت الذي تواجه فيه Google العديد من الدعاوى القضائية المستمرة حول التمييز والعنصرية. يشير تقرير «التنوع» لعام 2018 إلى أن نحو 75 في المائة من موظفي Google هم من الذكور وأن 67 في المائة من موظفي قوقل من البيض، تماما نفس النسبة في عام 2017. يمثل الآسيويون 33 بالمائة من القوة العاملة في قوقل، بينما يشكل السود 2.5 بالمائة واللاتينيون يمثلون 3.6 في المائة، كل منهم يزداد بنسبة 0.1 في المائة. والمثير أن ميل الموظفين السود واللاتينيين والمرأة للاستقالة وترك العمل في «قوقل» أكثر من ميل الموظفين البيض لترك بيئة العمل. في الأدوار القيادية والهندسية، أصبحت إشكالية التمييز في «قوقل» أكثر وضوحاً حيث إن 67% من قادة الأقسام والجهات هم من البيض و75% هم من الذكور.

انتقد الإعلام العالمي هذه الإشكالية العام الماضي فنشر أحد مهندسي Google مذكرة داخلية ادّعي فيها أن «الاختلافات البيولوجية هي سبب نقص المهندسين الإناث»، وهو أمر اعتبره الكثير إهانة في حق المرأة وتشكيك بقدراتها بشكل نمطي ساخر. وكان من ضمن المنتقدين لهذا التصريح موظفون بداخل قوقل نفسها الأمر الذي دعاهم، في خطوة غير معتادة، إلى التضامن مع المستثمرين مع «قوقل» للضغط عليها ماليا خلال اجتماع المساهمين في ماونتن فيو، كاليفورنيا في موضوع التنوع، وقيل في بيان تشارك في كتابته عشرات من موظفين «قوقل»: «إننا نؤمن كمهندسين وكأخصائيين فنيين، بأن غياب القيادة التنفيذية حول الاستدامة والتنوع والشمول يضر بشكل أساسي بجودة المنتجات التي يمكن تقديمها للمستخدمين». يذكرنا هذا التضامن بما قام به موظفو الـ«بي بي سي» الرجال من الاعتراض والاستقالة على موضوع عدم المساواة في الدخل بينهم وبين الإناث. إذ تضامن عشرات الرؤساء التنفيذين الرجال في «بي بي سي» مع زميلاتهم من النساء اللواتي طالبن بالمساواة في الدخل مع الرجال وعدم تقليل رواتبهن بسبب النوع الاجتماعي/ الجنس، وقد قبلت الشركة هذه المطالبات وعالجتها بشكل فوري.

أما «قوقل» فيتوقع منها لكي تحل إشكالية التمييز أن تربط علاوات موظفيها الكبار بدورهم الفاعل في استقطاب وتوظيف أشخاص من أقليات عرقية واجتماعية وجنسية. تقول «دانييل براون» نائبة رئيس شركة Google، في لقاء مع قناة «سي إن بي سي» إن جهود التنوّع والتضمين ستتحوّل من مستوى الوظائف العادية إلى مستوى الملكية المشتركة مع كبار قادة Google في المستقبل، وتقليل هيمنة العرق الواحد والنوع الاجتماعي الواحد أحد أهم أولويات الشركة.