كتبت فتاة اسمها فرح الشهري تغريدة قالت فيها «جا شيخ دين يخطب فيهم ويقول الفضل لنا اللي أخرجناكم من الضلال لنور الدين الحق، ‏لولا أنهم وجدوا أرضا خصبة عندنا بعد ما أكثروا علينا في استنقاص ماضينا المتسامح حتى صرنا نستعيبه، حتى شيبانا صاروا يستغفرون ماضيهم».

ثم قام بالرتويت لها مثقف جنوبي رتوت أيضا لتغريدة عن قرار أمن الدولة بملاحقة كل من يثير النعرات والمناطقية والقبلية.

استوقفني ذلك حقيقة كما استوقفني العديد من تغريدات كاتب جنوبي كثيرا ما يشير إلى نجد وإلى الثقافة النجدية وأنها أهانت المرأة، وما يعانونه في الجنوب الآن بسبب غزو ثقافة الصحراء، فرديت عليه لقد كان في أهل نجد ملكات، ولَم يكن في الجنوب ذلك، وعندما يغضب الرجل من الصحراء يقول أنا أخو فلانة اعتزازا وتكريما، ولطالما اعتبرت قبائل من نجد وجه المرأة منهم كوجه الرجل بمعنى دخيل المرأة النجدية مثل دخيل الرجل تساندها القبيلة كلها، فقام المثقف الليبرالي المتحرر بإعطائي «بلوك» ثم ألغاه، ربما لأنه صدم من الكذبة التي يعيشها فلم يدر ماذا يفعل؟

لذا دعوني أقول يا أهلنا في الجنوب لا نرضى عليكم كلمة تستنقصكم ولا تسيء إليكم، وإن كان قبر جدي في العارض، فلنا فيكم نسب وصهر ودم وحب، ومن مسّكم بكلمة عاديناه، لكن توقفوا عن هذا الكلام الجارح وغير العادل مطلقا.

ولن أناقش ذلك معكم ولا حتى كون منظري الصحوة جلهم منكم، بل سأقول كانوا سعوديين منا وأخطؤوا وأصابوا، ولكن دعوني أقول غطاء الوجه لا يعني الظلم للبدويات، ولا كشفه معناه الحريات، ودعوني أقول إن المذهب الحنبلي أكثر تسامحا وسعة أفق من الشافعية، ولكم القبول ولكم الرفض فلكل قراءته وتفكيره.

ولكن لن تختلفوا معي حين أقول كابنة رجل شارك في توحيد المملكة، وكان جنديا مع الملك فيصل في توحيد الجنوب، مما أذكره عنه أنه قال إن كثيرا من أجدادكم استقبلوا الجيش بالأهازيج والغناء والعسل والذبائح فرحا بالتوحيد وجيشه، وأذكر مما قال إنه لم ير مثل رجولة أهل جازان وشهامتهم وأدبهم وحسن لغتهم، وإنه حين شارك مع الملك سعود فتح نجران تعلق قلبه وهو من نشأ في الرياض بهذه الديار، فصار أقرب أصدقائه رجلا من يام، فما الداعي لمثل هذا الكلام ونحن وإياكم نقطف ثمار ما زرعه الأجداد من توحيد هذه البلاد، تحت قيادة أغنتنا وأعزتنا وحفظت دماءنا وأعراضنا.