أكد أستاذ البلاغة والنقد في جامعة أم القرى سابقاً، رئيس قسم البحوث والنشر في مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور عوض الجميعي، أن هناك 3 أسباب خلف تباين وجهات نظر الأدباء ونقاد الشعر حول ترجمة المصطلح النقدي وبيان إشكالاته، موضحاً أن المثاقفة في جوهرها نشاط من الحوار والتواصل وتوارد الخواطر والجدل بين الشعوب في عملية تراكمية لا تولد فجأة، وإنما تنمو في مرحلة من مراحل التاريخ، جاء ذلك في محاضرته بعنوان: «لسان العرب.. إشكالية ترجمة المصطلحات النقدية إلى اللغة العربية» التي أقيمت في أدبي الأحساء الجمعة، بإدارة نائب رئيس النادي الدكتور خالد الجريان.



ترجمة المصطلحات

أشار الجميعي إلى انتشار التجارب المشتركة بين بني الإنسان، يتأثر هذا بذاك، ويسترفد ذاك بمنجزات هذا، فتغنى اللغة وتنمو مصطلحاتها، وتثري المفردات في ظل التلامس الثقافي والأدبي المعرفي القائم على مد جسور التلاقي بين الثقافات المتعددة ذات المشارب المتنوعة.

موضحا أن فعل المثاقفة وتحولاتها من أوجه التأثر والتأثير والتداخل الحضاري بين ثقافة وأخرى، بعيداً عن الصراعات والحروب والاختلاط القهري، ولما لانسجام المصطلح واستقراره بين المهتمين في الوسط الثقافي، مبينا أن من بين المصطلحات المترجمة للمصطلح النقدي إلى اللغة العربية في العصر الحديث، هي: الشعرية، الشاعرية، السرقات الأدبية، التناص الشعري، الانزياح، والنص والخطاب، والخيال والتخييل، والصور الشعرية، لافتاً إلى أن علم البلاغة هو ملتقى كل الفنون ومتداخل مع علوم أخرى كعلم اللغة، وعلم المنطق، والفلسفة، وعلم النفس والاجتماع.

 قاعدة أسلوبية

ذكر الجميعي أن مصطلح «الانزياح» شغل بال العلماء بأنه قاعدة أسلوبية متينة، تمثل محوراً في الدراسة الأسلوبية، وقد نقل مفهوم «الانزياح» إلى العربية بما لا يقل عن 40 مصطلحاً، اتكأت على قاعدة أن الغربيين أنفسهم قد عبروا عن هذا المفهوم الواسع بمصطلحات كثيرة يقارب عددها الـ 20 مصطلحاً، وهي عبارة عن مفاهيم متداخلة ومتقاربة في الحدود الاصطلاحية، غير أنهم أجمعوا على مصطلحين مركزيين في تداول هذا المفهوم، موضحاً أن مفاهيم هذا المصطلح تشير إلى أنه حدث أسلوبي ذو قيمة جمالية عالية تأتي خارقة للعادة «المعيار اللغوي».