أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن قواته سيطرت على مدينة عفرين شمال سورية، ورفعت العلم التركي على المدينة، منتهكا بذلك سيادة سورية على عفرين، ومضيفا تعقيدات جديدة للنزاع السوري الذي تشعب، ولا سيما مع تدخل قوى إقليمية فيه.

وكانت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها قد دخلت مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمال سورية، وسيطرت على أحياء منها، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وحسب المرصد السوري، فقد قتل أكثر من 1500 مقاتل كردي منذ بدء الهجوم التركي على منطقة عفرين، مبينا أن «غالبية المقاتلين الأكراد قتلوا في غارات وقصف مدفعي للقوات التركية» التي بدأت في 20 يناير حملتها العسكرية ضد منطقة عفرين الحدودية.

ووثق المرصد في المقابل مقتل أكثر من 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة، كما أعلن الجيش التركي حتى الآن عن مقتل 46 من جنوده. ولفت المرصد إلى مقتل 289 مدنياً بينهم 43 طفلاً، فضلا عن نزوح أكثر من 250 ألف مدني من عفرين مع اقتراب المعارك إلى مشارف المدينة.



استمرار الاشتباكات

قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن الاشتباكات مازالت مستمرة في المدينة التي سيطرت القوات التركية والفصائل الموالية لها على أحياء منها، فيما أعلنت الفصائل السورية الموالية لأنقرة في بيان أمس، أنها توغلت داخل مدينة عفرين من المحورين الشرقي والغربي، وسيطرت على حيي الأشرفية والجميلية، كما قال متحدث باسم الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا إن مقاتلي المعارضة دخلوا مدينة عفرين فجر أمس، وسيطروا على أجزاء من المدينة بعد انسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية.

ووفق تقارير كانت القوات التركية وفصائل الجيش الحر الداعمة لها قد حاصرت المدينة من 3 جهات بعد سيطرتها على أغلب مساحة المنطقة، بينما أتت التطورات الأخيرة بعد أن أرسل الجيش التركي مزيداً من التعزيزات إلى الحدود التركية السورية. وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام تركية محلية بمقتل قائد مشاة عملية «غصن الزيتون» التركية في عفرين شمالي سورية، أمس، إثر إصابته بجروح خطيرة منتصف مارس الجاري خلال اشتباكات مع المسلحين الأكراد.

 

تدمير الثقافة الكردية

قال بيان لمركز عفرين الإعلامي إن القوات التركية وحلفاءها من مقاتلي المعارضة السورية أتلفوا تمثالا من معالم الثقافة الكردية وأسقطوه في وسط المدينة السورية، أمس،»في انتهاك للتاريخ والثقافية الكردية».

 

الغوطة الشرقية

وعلى جبهة أخرى في سورية، قال مركز المصالحة في سورية الذي تديره وزارة الدفاع الروسية، أن أكثر من 20 ألف شخص غادروا الغوطة الشرقية عبر مدينة حمورية منذ صباح أمس. وذكر المركز إن أكثر من 68 ألف شخص غادروا الغوطة منذ إقامة ممرات إنسانية في المنطقة المحاصرة.