برنامج لعلهم يعقلون والمفكر العربي محمد شحرور أشغلوا الإماراتيين في هذا الشهر الكريم، فتجد عشرات المقالات ترد على شحرور مؤيدة ورافضة، وآلاف التغريدات تناقش وترد في حراك علمي حول القرآن لن يعدموا فوائده أبدا، سواء اتفقنا مع شحرور أو اختلفنا، برنامجه أعاد الناس إلى كتب التفسير، وحمّس كثيرين لقراءة القرآن مرة أخرى، خاصة أن رمضان شهر القرآن الكريم.

في الفضائيات السعودية كل البرامج الحوارية سقطت سقوطا مريعا، ووضح فيها ضعف الإعداد وغياب الهدف، وعدم وجود الرؤية، بدا أن مُعدي هذه البرامج ومقدميها غير مهتمين بما يعرضونه أو من يستضيفونه، فأحدهم نفض الغبار عن فنانين بلا منجز ولا عمل لافت، غير إخراج الجواز السعودي من جيوبهم، أو قام باستضافة فنانات «سناب شات»، ولم يجد ما يسألهن عنه سوى فتى الأحلام ومعاييره، ولماذا لم تتزوجي، ولعل معه حق في ذلك فما المنجز الذي من الممكن أن يسألهن عنه غير ذلك.

ومذيع آخر استضاف شخصية إعلامية عرفت بصداقاتها مع الملوك، فأمطره بأسئلة باهتة سطحية استعرض بها نفسه أكثر من الضيف المهذب، ويبدو أنه فشل بعد ذلك في إحضار شخصيات تستحق الاستضافة، فتوالت حلقات ضعيفة جدا آخرها انتهت باستضافة الفنانة لطيفة التي لم تقدم شيئا منذ أكثر من 10 سنوات، ويبدو أن المذيع فوجئ ولم يجد مايقوله غير إجابة سخرت منها صحيفة النهار، ولا نقول نحن كسعوديين سوى «الشكوى لله».

من المؤسف حقيقة في بلد كالسعودية، فيها علماء ومفكرون ومثقفون مثل سعد البازعي وحمزة المزيني وخالد الدخيل، وعشرات الشباب الأدباء والشعراء والكتاب، مثل منصور الهجلة وعبدالله المطيري ومحمد الدخيل وعزيز محمد وخالد ربيع، والأديبات والشاعرات والكاتبات والكفاءات اللواتي لا يمانعن من الظهور الإعلامي، مثل أميمة الخميس وفضيلة الجفال وأشجان هندي وهالة القحطاني، وغيرهم وغيرهن، ولا تجد برامجنا من تلتقيهم غير من رأيناهم في هذا الشهر الكريم.

هل تسويق السخافة هدفُ هؤلاء المُعدّين ومذيعيهم؟ الإجابة ربما.