في الواقع في مرحلة المراهقة والتي يراها كتاب Your Teenager Is Not Crazy لـ Jerusha Clark, Dr. Jeramy Clark مرحلة البناء، أي بناء شخصيته كرجل أو امرأة يحتاجان أكثر للقبول من الوالد من الجنس المختلف، لأن هذه العلاقة التي ستبنى عليها علاقته مع الشريك بعد فترة المراهقة والرشد والوقوع في الحب والزواج، وبمناسبة الحب والزواج هناك أغنية تركية جميلة تقول ترجمتها:

 الو قلت انتهى الخريف وجاء الصيف

 افتح يديك أنا جئت

 يقصد الشاعر بالطبع الاحتضان، وهو ولا شك مهم جدا عند بناء العلاقات ليس فقط مع شريك الحياة، بل مع أهم من يوجد في حياتنا وهم صغارنا خاصة في مرحلة البناء في فترة المراهقة، لكن ماذا عن الثقافات التي لا تعطي أهمية للاحتضان مثل ثقافتنا.

تقول إحدى أستاذاتي إن طفلتها فاجأتها بقولها إنها تتمنى لو كانت مصرية، فتعجبت منها وسألتها لماذا فقالت الطفلة لأن المصريين يحتضنون.

هذه العبارة بقت معي لسنوات طويلة أزعجت فيها صغاري باحتضانهم لكن في مرحلة ما، وعندما كبر عمر وأصبح في طولي تقريباً أصبحت ككل الأمهات لا أظنه يحتاج للاحتضان حتى أخبرني أحد الأطباء النفسيين بخطأ تصرفي، هذا الطفل الولد بشكل خاص في سن ما بين 12ـ 18 خليط من الحاجات المخبئة وغير المعلنة، والذي يؤدي عدم تلبيتها لآثار وخيمة جدا وأهمها الاحتضان من الأم، فمعنى أن تقول له أنك كبرت على حضني صد وجرح لطفولة كامنة ورجولة متطلعة، فالأم حضن لا يكبر عنه أبداً لذا إبعاده أشبه باتهام لهذه الرجولة بعدم الاستحقاق، فيصير ذلك أول جرح في حياته كرجل كان يمكن تجنبه باحتضانه مع الإشارة إلى أنه أصبح رجلا يحتوي أمه كما احتوته صغيرا، وسيحتوي امرأته أيضا يوما ما بروح الحب والود والرحمة، لا شك أيضاً أن الفتاة تحتاج للاحتضان من والدتها أيضا لكنها في حالتها تحتاج لاحتضان الأب أكثر بالطبع، ولو راجعت الآثار النبوية تجد أن الزهراء عليها السلام كانت تُستقبل من النبي صلى الله عليه وسلم بالاحتضان، وهذا موضوع شيق يحتاج لمقال آخر.