في اجتماع في إحدى جامعات المملكة دار نقاش حول سماح مسؤول في القبول بقبول طلاب بدرجات ضعيفة ورفض طلاب بدرجات أعلى، حينها برر مسؤول القبول هذا بالتناقض، بقوله هؤلاء الطلاب قبلوا بعد أسبوعين من بدء الدراسة، وقد يثير دهشتكم أنهم قضوا هذين الأسبوعين ممسكين بملفاتهم أمام باب مكتبي كلما دخلت أو خرجت، أقسموا أنني لو منحتهم فرصة التعليم الجامعي سيجتهدون ولن يقبلوا بأقل من التميز، هذه الروح الصبورة والمجتهدة أجبرتني على قبولهم، بينما اقتنع غيرهم بالرفض ومضى.
ما فوق هو موقف لأستاذ ومسؤول لا تستطيع معه إلا أن تقف إجلالا واحتراما، وتتمنى وجوده في كل مؤسسة مسؤولة عن تعليم هؤلاء الشباب ومنحهم الفرص التي يقاتلون لأجلها، أمثال هذا المسؤول هم من تشعر بالأمان واستثمار المملكة من الشباب تحت إدارته، لكن ما نسبة وجوده في الجامعات ووزارات التعليم ومؤسساته، هل النسبة كافية لحماية التعليم؟ بل السؤال الأهم كيف نستطيع جعل مثل هذا التصرف والشعور بالمسؤولية والعمق معيارا ومؤشرا!؟ فإذا جلس أمامنا المرشحون لهذه الوظائف والمواقع استطعنا تمييزه من بينهم، وسلمناه شباب المملكة ليضعهم على طريق التفوق والإنجاز، أيضا كيف ندرك أن هذا الشخص لا يستحق أن يتولى مسؤولية في التعليم، ونبعده قدر الإمكان عن طلابنا وشبابنا ومدارسنا.
في الواقع هناك الكثير من الاختبارات التي تساعد في كل ما سبق شريطة أن يمر بها المرشحون، لكن مشكلتنا عادة أن المرشحين لا يخضعون لهذه الاختبارات فيكون من الصعوبة بمكان إيجاد الشخص الثابت نفسيا والماهر في أداء عمله ودوره التربوي.