عمر القعيطي



اختتم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أخيرا جولته الناجحة والمهمة، والتي شملت كلا من مصر وبريطانيا، وتأتي أهمية الزيارة لكون الدولتين تعدان من الدول الكبرى، ولكل منهما ثقلها ومكانتها في العالم وفي محيطها الإستراتيجي، فمصر هي صاحبة الثقل والمكانة في المنطقة العربية، بما تشكله من حضور إقليمي، وكذلك ما تشكله العلاقة بين البلدين والشعبين السعودي والمصري، وهذا ما لمسناه وشاهده الجميع واضحا وجليا من خلال الاستقبال الكبير على الجانب الرسمي والشعبي والحفاوة البالغة التي حظي بها ولي العهد السعودي.

 ويبرز الدور المهم من خلال ما قام به الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من كسر للبروتوكول، وذلك خلال استقباله بنفسه الضيف الكبير، وهنا يظهر الدور الكبير والمكانة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية في المنطقة، ولا غرابة في ذلك لكون المملكة هي مركز العالم الإسلامي، بما تملكه من رصيد إنساني وثقل اقتصادي كأحد أقطاب الدول النفطية، وأيضا بشراكاتها المتعددة في كثير من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتثمر هذه الزيارة عن توقيع العديد من الاتفاقات بين البلدين، وعلى نطاق واسع من الجوانب الخدماتية، وفقا لما يخدم تطلعات قيادات وشعب البلدين.

 وأيضا ما قام به ولي العهد من زيارات مهمة على هامش هذه الزيارة شملت عدة نواح، منها الاقتصادي خلال جولته على قناة السويس، التي تعد بمثابة رمز من رموز الاقتصاد المصري وأحد روافده، وأيضا زياراته لأقطاب المؤسسة الدينية في مصر الأزهر الشريف، والتقى بشيخ الأزهر، وكذلك زيارته لبابا الأقباط في الكاتدرائية المرقسية في العباسية، وهي الأولى من نوعها لمسؤول سعودي رفيع، وتأتي من خلال ما تلعبه المملكة من دور هام وحساس من خلال مكانتها في تقارب الأديان، والبعد عن التطرف، وزرع روح التسامح والإخاء بين شعوب المنطقة بمختلف أديانهم.

وبعد الزيارة الناجحة لمصر غادر ولي العهد في زيارة رسمية إلى بريطانيا، اتضح من خلال ترتيبات الزيارة والاستقبال الملكي الذي حظي به ولي العهد مدى قوة ومكانة المملكة وعلاقتها بالمملكة المتحدة، ولقائه بملكة بريطانيا، وأيضا سبل تطور العلاقة من خلال النقاشات التي جمعت المسؤولين من الجانبين، والتي شملت العديد من جوانب التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية والصحة والثقافة والإعلام ومكافحة الإرهاب، ومن الجانب الاستثماري أثمرت الزيارة عن توقيع الكثير من الاتفاقات المشتركة، ومنح تراخيص للعديد من الشركات البريطانية، وكما هو معروف فإن بريطانيا تعد ثاني أكبر دولة بعد الولايات المتحدة الأميركية من خلال استثماراتها في المملكة.

 ما حظيت به جولة ولي العهد السعودي الأخيرة من متابعة إعلامية، ورصدها لكل صغيرة وكبيرة، ومن كبريات الصحف العالمية، تعكس مدى أهمية هذه الجولة سواء للمملكة أو لهذه الدول، ومستقبل العلاقات بينها وبين المملكة.