من وجهة نظر اقتصادية، فمن المتوقع أن يصل سوق بناء الروبوت إلى 166.4 مليون دولار أميركي بحلول عام 2023 مقارنة بـ76.6 مليون دولار أميركي في 2018، بمعدل نمو سنوي يبلغ 16.8%. من وجهة نظر صناعية فقد اتفق عدد كبير من الباحثين على أن الروبوتات تعزز الإنتاجية والجودة والسلامة بسبب طبيعة الروبوتات الإنشائية/ التصميمية، والتحضر المتزايد في جميع أنحاء العالم. وقد تم تقسيم سوق الروبوتات على عدد من الوظائف والصناعات، بدءا بأعمال الهدم والبناء والطباعة ثلاثية الأبعاد، والإنشاء الهيكلي الخرساني، وأعمال التشطيب وتركيب الأبواب والنوافذ، وصولا لتفكيك الأسلحة النووية، وصناعات أخرى، بما في ذلك الصحافة والتصوير والتصميم. من المتوقع أن تشكل البنية التحتية العامة أكبر حصة من سوق الروبوتات الإنشائية بحلول عام 2018، بينما يتوقع أن تحتفظ مجالات توظيف الروبوتات الآلية بتنوعها وتعددية خدماتها خلال السنوات القادمة.

على سبيل المثال، تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الإعلام لدراسة حالات الناس المزاجية، والاستقراء الجماهيري، بما في ذلك تعابير وجوه المتلقيين واختيارهم للكلمات، إضافة إلى قدرتها على صياغة الخبر أو المحتوى الإعلامي بشكل كلي، مما يجعل لها قابلية أخذ دور الصحفي والمراقب في نفس الوقت. تم تعريف الصحافة المؤتمتة «التي يقوم بها الروبوت» من قبل بروفيسور الاتصال في جامعة بنسلفانيا الأميركية «مات كارلسون» بأنها «العمليات الحسابية التي تحول البيانات إلى نصوص إخبارية سردية مع عدم التدخل البشري عدا العمل على البرمجة الأولية أو الأساسية». يمكن القول إن العلوم السردية والإحصاءات الآلية تعد واعدة في الوقت الحالي، لا سيما المتخصصة في إنشاء المحتوى الخوارزمي باستخدام البيانات الضخمة والروبوتات. بمجرد تجميع البيانات للعمل بها تستطيع التقنية وحدها استنتاج قصص خبرية كاملة من هذه البيانات التي تم تجميعها أتوماتيكيا، ومن ثم صياغة الخبر ونشره مع ضمان مستوى مرتفع جدا من الجودة والحيادية. اليوم، في 2018، لا تزال الاستخدامات الأكثر شيوعا للروبوتات والأنظمة البيانية إعلاميا محصورة إلى حد ما في مجال التقارير الرياضية والتقارير المالية، وربما تقارير ترتبط بألعاب الفيديو عبر الإنترنت، ولكن يتوقع أن تتنوع وتعدد مجالاتها في المستقبل القريب.

إن الاستمرار بتطوير هذه الخوارزميات، وهو الحاصل اليوم، سيؤدي للسماح للمحطات الإعلامية باستخدام المراسلين الروبوتات لكتابة وتحرير الأخبار بشكل حر، مما قد يؤثر على الصحفيين البشريين.

يتصور «ستيوارت فرانكل»، الرئيس التنفيذي لشركة Narrative Science أن يتوقف مستقبلا الصحفي عن البحث عن أحداث ليغطيها خبريا بشكل تقليدي، ولكن الصحفيين من وجهة نظره سيحاولون البحث عما تعجز التقنيات عن تغطيته وفهمه والوصول له من القصص والمحتويات الإعلامية، ولذلك لن تموت الصحافة، ولكن ستتغير ملامحها قليلا، وسيكون عمل الصحفيين أكثر عمقا وجودة مما كان عليه، مما سيرفع كفاءة الإنسان العامل في هذا القطاع. سيحتفظ بالتالي الصحفي الإنسان بما يميزه، والصحفي الآلي بما يميزه، وسيتعايش الاثنان معا تحت مظلة الإعلام. من وجهة نظري الشخصية كل الاحتمالات واردة عندما يتعلق الأمر بأتمتة الإعلام والصحافة، قد ترتفع الجودة وتزداد التنافسية بالفعل ولكن، من يدري، قد يكتفي البشر بعمل الروبوت صحفيا. في هذه الحالة هناك العديد من الآثار السلبية المترتبة، أحدها هو أن تفتقر القصص الصحفية إلى طابعها العاطفي والإنساني، وتصبح مجرد سرد بياني أو إحصائي. لذلك، معياريا، يفترض ألا تفقد الصحافة حول العالم تنوعها ودخول الروبوت للميدان كإحدى دلائل التنوع والتعايش، هو أمر جيد ورائع، بيد أن هيمنته على الصناعة الصحفية لن تكون مثالية، وستزيد من الحاجة للتوجيهات التشريعية.