هي ليست مجرد حالة واحدة التي أظهرت صاحبتها صور تعرضها للخداع من قبل أحد مشهوري السناب الذي قدم إعلانا عن مستشفى تركي يجري جراحات تجميل بأسعار مخفضة، ثم اكتشفت المرأة أن من أجرى الجراحة هو فعلا «قصاب» بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فتعرضت المريضة لجراحة بشعة خلفتها مشوهة الجسد تماما، وعندما تواصلت مع المشهور الذي دل على نشر إعلان المستشفى رفض الرد عليها، لكنه استمر بعمل إعلان للمستشفى، مما اضطر السيدة لنشر صورها والتحذير من المستشفى والمشهور.

هذه القصة ليست الوحيدة قطعا، لكن حالات الخداع من خلال المشاهير تتعدد بطريقة تظهر أنهم فعلا يعملون دون رقابة ومساءلة، خاصة في إعلانات تشجع على ثقافات معينة مثل استهلاك بضائع رخيصة بجودة منخفضة تنتهي مدة استعمالها بعد فترة بسيطة، ومثل هذه البضائع ظاهرها جيد، لكن في حقيقتها غير ذلك، حيث يضطر المستهلك لشراء نفس البضاعة بعد مدة بسيطة، ناهيك عن بضائع رخيصة وضعيفة جودة، وأيضا خطرة تتم صفقاتها عبر هؤلاء المشهورين ليكونوا همزة وصل بين مجتمعنا وعصابات تجارية تسوق الرداءة، وتملأ أسواقنا بحجة السعر الرخيص.

أيضا تقوم بعض المشهورات بتسويق بضائع عبر دكاكين تحمل أسماءهن بسعر غير السعر الذي تجد نفس البضاعة في موقع أون لاين آخر، بمبالغة عجيبة وصلت في منتج باعته إحداهن بثمانين ريالا، بينما هو في موقع آخر أصبح -ولله الحمد- مسموحا في السعودية بستة ريالات.

هناك أيضا طريقة تسويق خبيثة جدا، حيث تضع مجموعة بسيطة ثم تعلن ثم تصرخ «آسفة حبايبي أصبح سولد أوت، لكن أعدكم سأضع مجموعة أخرى في أقرب وقت ثم تنتظر يوما وتظهر مبشرة عاد البوكس أبشركم»، وهكذا مما يثير دهشتك ماذا يحدث للناس وكيف ينساقون هكذا لنفس الكذبة مرات ومرات دون أن ينتبهوا.

إن مثل هذا الاستغلال الفاضح لا يمكن الحد منه اعتمادا على ذكاء الناس ونباهتهم، بل لا بد من سن قوانين توقف ذلك، وتحمي الغافلين من هؤلاء الذين لا يعبؤون لا بخلق، ولا دين ولا حتى قانون.