في يونيو من عام 1989 للميلاد أقدم عامل تايلاندي على سرقة كمية من المجوهرات يزيد وزنها عن 90 كيلوجراماً بالإضافة إلى نصف مليون دولار ومليون ريال سعودي وحوالي 200 جنيه من الذهب علاوة على ميداليات من قصر خاص مستغلاً سفر أصحابه للخارج..
ثم الاتصال بعدها بين الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية ومملكة تايلاند، فلم تصل الشرطة فيها لنتيجة مقنعة لسلطات بلادنا..
ومما زاد الطين بلة اغتيال ثلاثة دبلوماسيين سعوديين في تايلاند، ثم انتهت تلك الأحداث المؤسفة باغتيال أحد رجال الأعمال السعوديين حينما كان في زيارة لها..
وأرى أنه يمكن تقسيم تلك الأحداث المؤلمة إلى جزأين اثنين:
الجزء الأول منها: سرقة أحد العمال التايلانديين أموالاً ومجوهرات وتهريبها من الرياض إلى بانكوك، لم تنجح الشرطة فيها في إقناع السعودية بنتائج تحقيقاتها والمحاكمات التي جرت للمتهمين فيها.
الجزء الثاني منها: اغتيال 3 دبلوماسيين سعوديين في تايلاند تؤكد تقارير استخباراتية أن المجرمين الذين اغتالوهم عملاء لحزب الله، وأنها نفذت بإشراف عماد مغنية، وهو الأمر الذي يعني عدم وجود علاقة للتايلانديين بعملية الاغتيال، وإنما هو تقصير منها في حمايتهم.
فاكتفت المملكة بمنع استقدام العمالة من تايلاند، وحظرت على مواطنيها زيارة تايلاند باستثناء رجال الأعمال.
ولعل من المناسب أن أذكِّر القارئ الكريم بأن التاريخ يروي لنا حدوث خلافات وصلت إلى درجة حروب بين الدول بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وما بينهما، استمر بعضها عدة عقود أدت إلى دمار بعض مدنها الجميلة ومقتل مئات الآلاف من سكانها الأبرياء، ولأن المصالح تحكم العلاقات بين الدول جلست مع بعضها وتحاورت ثم تصالحت، وعمَّ السلام الدول الأوروبية، واتفقت أخيراً مع بعضها على التقارب والتعاون، فجمع بينها الاتحاد الأوروبي.
وخلال ثلاثين عاماً حرمنا من استقدام عمالة منزلية جيدة جداً تمتاز بالطاعة وقلة المشاكل، رغم أن أزمة العمالة المنزلية حادة جداً، مما شجع بعض الدول على استغلال هذه الفرصة برفع رواتب عمالتها، بزيادة قدرها 100% واضطررنا للاستقدام من إحدى الدول الإفريقية التي تقوم بعض عاملاتها بقتل أفراد من الأسر التي تعمل عندها.
وفي الوقت نفسه كانت وزارة العمل ترفع تكاليف استقدام العمالة المنزلية وتُصعب استقدامها، فاضطرت بعض الأسر إلى استخدام عمالة مخالفة لنظام الإقامة، وأن تدفع لها أجوراً عالية بلغت ثلاثة آلاف ريال راتباً للعاملة في شهر رمضان.
وللأسباب التي ذكرتها حان الوقت لبحث تحسين علاقتنا مع مملكة تايلاند تجارياً وسياحياً وعودة عمالتها للعمل في بلادنا.