جهلٌ يُهاجر ويحطّ مكانه على غُصن العقلْ سربٌ من صقور الوعي محدّقة في الفراغ الذي تركه الجهلُ وأغلاله الصدئة خاوياً كبيت من طين في مدخل صحراء غادرها أهلها!
ارتأى أولئك الراحلون ألا يكتبوا هُنا لا حياة! ليتركوا للعابرين فرصة مشاهدة ملحمة التحوّل الكُبرى والانتقال من بدائية العُزلة لضوء الوعي هُناك، السائر المتأمل كضمير مستتر للتاريخ يُدرك بإدراك اليقظة التي تقشع عن ناظريها سراب الوهم المخادع أن بلادنا أبصرتْ شموس الوعي وانعكاسات فضائله، فقررت المسير نحوه بكلّ عزائم الإصرار غير مكترثة بحبائل الرجعية وثلّة تحوير النصوص لتكون حواجز تعيق المسيرة الكبرى نحو المستقبل، أن ينهض وطن يعني أن ترتفع السماء وتتهيأ لقدوم وطن قرر أن يضع رايات أعلامه في جبين الشمس، التغير في مجتمعات ساكنة يحتاج إلى وابل من تصويبات وتحديات ستصبح عوامل نجاح ومنصّة لقفزة زمنيّة «تمدح» خطيئة توقّفنا في اللازمن في حقبة غابرة مضت ولن تعود، بها غادرتنا الحياة، أوّاه كم سنضحك بخجل لحظة استرجاعنا ذكريات شراستنا في الكلمات، ودفاعنا المستميت عن حالة جمودنا وخوفنا من التغيير واستحداث الفتاوى وتطويعها لتدخل عنوة من أبواب سدّ الذرائع، وخير مثال كتيبات البلوتوث وجوال الكاميرا!
أعظم تحدّ في هذا الوجود هو أن تواجه الزمن وجهاً لوجه كما يلتقي فارسان بمعركة حاسمة، الانتصار فيها يعني الإمساك بزمام الحياة وتطويعها لتكون جوادك نحو المستقبل، متجاوزاً ضجيج الراكنين في الظلّ وقشور اختلافاتهم ومحدودية رؤيتهم وشظايا رفضهم لكل جديد، سر بنا يا وطني آمناً في ظل قيادة حكيمة عنوانها الحزم والعزم، حفظ الله الوطن.