كعادتها تحمل الأوامر الملكية البشريات السارة لشعب المملكة العربية السعودية، ويفوح عطرها ليملأ النفوس بالأمل في مستقبل مشرق لمملكتنا الغالية، التي يعلو شأنها وترتفع مكانتها يوما بعد يوم، وقد سعدنا يوم الإثنين قبل الماضي بالأمر الملكي الكريم بتعيين الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز نائبا لأمير منطقة عسير، فلا ندري هل نهنئه ونبارك له المنصب الجديد، أم نبارك لأهالي منطقة عسير على وجود هذا الأمير الذي يجمع بين التواضع ولين الجانب من جهة، والمبادرة لقضاء حوائج الناس، وتيسير أمورهم من جهة أخرى.

فالأمير تركي هو رجل المواقف الإنسانية الرائعة، وصاحب المبادرات الخيرية التي كان لها صداها الإنساني والاجتماعي الكبير، فهو السباق دوما بالخيرات، لا يترك سبيلا فيه خير إلا وسلكه، سواء كان في داخل المملكة أو خارجها، فنعم السعي سعيه في إصلاح ذات البين، وإعتاق الرقاب وزيارة الأهالي وودهم، ووقوفه إلى جوارهم في السراء والضراء.

وللأمير أياد بيضاء في أكثر من محنة تعرضت لها بلاد شقيقة وصديقة، فكان دوما مسارعا لنجدة المظلوم، ومبادرا بقيادة عمليات الإغاثة سواء للاجئين السوريين في لبنان والأردن وغيرهما، أو عمليات إغاثية عاجلة لشعب فلسطين الحبيبة، أو لدعم وقيادة عمليات إغاثية برية للجمعيات الأهلية خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو 2006، وعلى قطاع غزة في يناير 2009.

وفي إطار حرصه على شباب الأمة من السقوط والانجراف في طريق الإدمان فقد ترأس مجلس أمناء مؤسسة «مينتور» العربية للوقاية من المخدرات، التي تكافح هذا الخطر بكل السبل، وتسعى لبناء جيل يستطيع أن ينهض بالأمة، ويعيد أمجادها، ويضعها في المكان اللائق بها بين الأمم.

وعمل الأمير تركي أيضا كمشرف عام على مبادرة «نلبي النداء» الإنسانية التي شاركت وقادت الجهود الإغاثية والأعمال الإنسانية في بلدان كثيرة حول العالم، وكان لها السبق في الوصول إلى المتضررين واللاجئين في عدة أماكن في منطقتنا العربية والإسلامية.

ولا يسعنا في هذه المناسبة المباركة إلا أن نتوجه بالدعاء سائلين الله تعالى أن يوفق الأمير تركي بن طلال في موقعه الجديد لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يجعله ذخرا لدينه ووطنه، وأن ينفع به منطقة عسير وأهلها، ليحموا معا مع جنودنا البواسل حد مملكتنا الجنوبي من كيد الكائدين.