في عام 2012 تداول الطلاب المبتعثون في الصين أنباء غير مؤكدة بأن وزارة التعليم وهيئة التخصصات الصحية أرسلت لجنة لبحث جودة تعليم الطب والتخصصات الصحية في الصين، ووفقا لمرئيات هذه اللجنة فإنه سيتم استمرار تعليم الطب والتخصصات الصحية في الصين أو يتم إيقافها، وبالفعل في عام 2014 تم إعلان إيقاف الابتعاث للدراسة في الصين ابتداء من تاريخ 17/ 2/ 1434، ومنذ ذلك الزمن أقفل هذا الملف ولم تعد الوزارة وهيئة التخصصات الصحية النظر فيه، أو دارسة إعادة فتحه رغم مضي أكثر من 4 سنوات، وفِي هذه السنوات الأربع أجزم بأنه هناك دولا تقدمت في مجال تعليم الطب وأخرى تأخرت، ولذلك أتمنى من هيئة التخصصات الصحية إعادة النظر في ملف إيقاف دراسة الطب وطب الأسنان في الصين، ومحاولة إرسال لجنة مرة أخرى لدراسة الوضع بشكل محايد غير متأثر بنتائج اللجنة القديمة، حتى لا يتم وضع قرارات مبنية على صور واعتقادات وانطباعات قديمة.

العديد من السعوديين يرغبون بدراسة الطب في الصين، خاصة مجال الطب الصيني، أحد الطلاب السعوديين من عشاق الطب الصيني، ومن الناس الشغوفين بأسرار وثقافة العلاج بالطب الصيني التقليدي، شغفه واهتمامه رشحه للحصول على منحة دراسية قدمتها له إحدى الجامعات الطبية في العاصمة الصينية بكين، قدم هذا الطالب وشغفه يسابقه، وأخيرا وجد نفسه في المكان والتخصص الذي ركض كثيرا من أجله وضحى بالكثير من أجل التخصص به، يقول لي هذا الطالب وهو يحدثني عن تخصصه بحب: «يا فهد أنا قررت أن أدرس هذا التخصص رغم كل العوائق التي تحدني من التخصص فيه، لا وزارة التعليم تدعمني ولا هيئة التخصصات الصحية تستثني هذا التخصص من الدراسة في الصين، الطب الصيني حضارة كبيرة عمرها 5000 سنة مليئة بالأسرار والدهشة والغموض، هل تعلم يا فهد أن الخبراء المتخصصين في الطب الصيني يستطيعون أن يستكشفوا من خلال نبضات اليد الأعراض التي يعانيها المريض، وفِي مراحل متقدمة يستطيع أن يشخص الحالات المرضية للمريض من طريقته في المشي»،

طالب الطب الصيني حاليا يدرس الطب الغربي كذلك integrated medicine فيكون من التشخيص إلى العلاج من الطب الصيني وفهم المرض من زاوية الطب الغربي.. ويدرس مواد الطب الغربي التشريح، علم وظائف الأعضاء، علم الأنسجة، علم الأدوية والأمراض بجانب مواد الطب الصيني الأساسية.. فقد يفيد في من ناحية تحضير الأعشاب من المزارع والمصانع إلى محلات العطارة والأعشاب، لا سيما في السعودية لكون المستهلك جاهلا في معرفة جودة واستخدام وتحضير العشبة كعلاج وكثرة المتلاعبين في هذا المجال. أيضا في مراكز المساج لأن الطبيب الصيني يكون على دراية بالمساج العلاجي، وأيضا في النوادي الرياضية والصحية ومراكز العلاج الطبيعي لأن الطالب يدرس الرياضة الصحية المبنية على خبرة ودراسة ومدى تأثيرها على صحة الإنسان، إضافة إلى وظيفة الطبيب الأساسية في المشافي والمرافق الصحية.

ورغم أنه حصل على منحة من الجامعة الصينية إلا أنه لا يستطيع أن ينضم لبرنامج الابتعاث السعودي بسبب لجنة التخصصات الصحية التي قررت إيقاف تعليم الطب في الصين قبل أربع سنوات، إلا أنه نأمل من المسؤولين في الابتعاث وهيئة التخصصات الصحية في إعادة النظر في إيقافهم لدراسة الطب في الصين، وفتح مجالات أكبر ومتنوعة لأبناء الوطن لأن يدرسوا التخصصات الصحية والطب الصيني.