أكد السفير السعودي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا أسامة الشعيبي لـ«الوطن» أن «منى» الإندونيسية التي ادعت أنها كانت متزوجة من سائح سعودي، وأنجبت منه طفلة تدعى «هيفاء»، ستحضر إلى السفارة اليوم، وذلك للتدقيق في كافة المعلومات، والتوصل إلى حقيقة أمر الطفلة.




أكد السفير السعودي في العاصمة الإندونيسية جاكرتا أسامة الشعيبي لـ«الوطن» عن توجه مندوب من السفارة لمنطقة «بونشاك» - التي تبعد عن العاصمة قرابة 100 كيلو متر - صباح أمس لإحضار معلومات عن الطفلة هيفاء ووالدتها، وذلك بعد انتشار مقاطع تفيد بأنها من أب سعودي، كان متزوجا من امرأة إندونيسية وأنجب منها هذه الطفلة، ولكنه توفي في حادث مروري هناك. وقال السفير عبر تغريدة في حسابه بموقع «تويتر»: سيتم إكمال الإجراءات مع والدتها بعد حضورها إلى السفارة اليوم للتدقيق في كافة المعلومات والتوصل إلى الحقيقة، مبينا أنه في حال كانت الفتاة مواطنة فإنه سينظر في وضعها الاجتماعي والمالي والدراسي.  


الصدفة تقود إلى الطفلة

تعود تفاصيل الواقعة حسب ما ذكر المتطوع بالأعمال الخيرية في إندونيسيا محمد علي الغامدي من خلال اتصال هاتفي أجرته معه «الوطن»، إلى أن الصدفة كانت وراء اكتشاف الطفلة هيفاء، قائلا إن أحد المواطنين كان في جولة سياحة لمدينة «بونشاك»، وهي منطقة يكثر فيها السياح الخليجون. وأضاف أن ملامح الطفلة كانت الدافع وراء الحديث إليها، وفوجئ بأنها تتكلم العربية وذكرت أنها تحمل اسم «هيفاء الحربي»، وأن هذا كان الدافع وراء إيصال أمرها إلى السفارة السعودية في إندونيسيا.

ونشر الغامدي أن السفارة السعودية مساء السبت الماضي نشرت تغريدة عبر حسابها الرسمي في «تويتر» عن الطفلة ووالدتها، الأمر الذي دفعه مع مجموعة من المتطوعين للبحث عن الفتاة بعد أن تعرفوا على صورتها. وأضاف: أن الهدف من تصوير الفتاة والوصول إليها هو عمل خيري لإيصال هذه الطفلة إلى عائلتها الحقيقية بالمملكة، مبينا أنهم ذهبوا إلى قرية «سوكرمي» التي تسكن فيها الأم والابنة، وبالفعل تم الوصول إليهما، وتم تسجيل المقاطع التي انتشرت خلال اليومين الماضيين.


الزواج من سائح

قالت أم الفتاة وهي إندونيسية تبلغ من العمر 28 عاما وتدعى «منى» في اتصال هاتفي أجرته معها «الوطن» إنها تزوجت بشخص سعودي منذ 13 عاما، وكان من السياح الذين يأتون إلى القرية باستمرار، وبعد أن تعرف عليها، طلب يدها للزواج دون أن يقدم أي مهر يذكر، ولكن الظروف الاقتصادية التي يعيشون فيها بتلك القرية كانت تحت خط الفقر، مما دفعها لقبول الزواج منه، وكان شابا يصغرها بالسن ويبلغ 20 عاما وتم الزواج بالفعل.

وأضاف أنه أقام لها منزلا بجوار منزل أسرتها. وتابعت «كان زوجي يحضر إلي كل شهرين مرة واحدة ويبقي لمدة شهر، ومن ثم يعود للسعودية، ولم أكن أعرف عن عائلته شيئا، وكان يخبرني بأن عائلته أيضا لا تعرف شيئا عن هذا الزواج».

وأكدت أن زواجها كان بدون أوراق رسمية، وبعد مرور فترة أنجبت الطفلة التي اتفقت معه على تسميتها «هيفاء»، مبينة أنه توفي في حادث مروري نتيجة وعورة المنطقة التي تسكن فيها، وكشفت أنه حينما نقل إلى المستشفى لم تكون موجودة، وخصوصا بعد أن عرفت أن أسرته حضرت من السعودية لاستلام جثمانه ونقل إلى المملكة ودفن هناك، وهي قامت بإخفاء أمر الطفلة خوفا من أن يتم أخذها من قبل أعمامها.

وأشارت والدة الطفلة إلى أنها في العاشرة من عمرها الآن، ولم تتعلم نتيجة لعدم مقدرتها على إدخالها للمدرسة، موضحة أنها لم تكن تريد أن يظهر أمر طفلتها، لكن الصدفة هي التي جعلت السائح السعودي الذي قام بتصوير هيفاء وسؤالها عن اسم أبيها، يكشف حقيقة قامت بإخفائها 10 سنوات خوفا من فقدان ابنتها.