إن العقل من أجمل نعم الله على عباده، فهو متنفس ومستودع متحرك لا متناهي السعة والإمكانات، فما أجمل أن نوظفه بالطريقة الصحيحة! وأقصد بتوظيفه هنا، خدمة الشخص فيما يريد.
في هذا المقال، أطرح وأناقش فكرة تحقيق الأحلام والخطط عبر هذا الجهاز.
إنني لا أؤمن حقا بترهات الطاقة الكامنة والقوات الجاذبة، وما إلى ذلك من المسميات التي كثر العارفون والمعلمون فيها. ببساطة لا يوجد أمر مستحيل، فإن كان عقلك قادرا على التفكير في شيء ما واستجلاب تفاصيله، فستتمكن من جعله حقيقة وواقعا في حياتك حتى وإن تكاثرت شكوك ومخاوف من حولك، كما أن ظهور المشككين لأحلامك أمر طبيعي وجميل في الوقت ذاته، لأن ذلك الحلم أو ما أفضل تسميته «خطة مع وقف التنفيذ» هي في الأساس خطتك الخاصة، وهي من بنات أفكارك وناتجة عن عقلك لا عن عقول المتسائلين.
فما الطريقة المثلى التي يتبعها الشخص المريد كي يجعل أحلام آخر الليل حقيقة في وضح النهار؟
1- احلمْ ثم احلمْ ثم احلمْ، اسرحْ بخيالك بعيدا وحاولْ تخيل شعورك ثم محاكاة الشعور ذاته الذي سيأتيك حينما تحصل على ما تريد، فمجرد التفكير في أمر ما والتدبر في تفاصيله يجعلك تتوجه وأنت تشعر ولا تشعر نحو جميع الطرق والأشخاص، وكل ما هو ضروري لتحقيق هذا الأمر، مع اختلاف الشيء المراد.
2- اكتبْ ثم اكتبْ ثم اكتبْ، فعندما تدون أمرا لن تنساه، وسيكون من أولوياتك، فعليك كتابة جميع التفاصيل التي تريدها أن تحدث، والتي تتوقع حدوثها خلال قيامك بعملية الحصول على الأمر.
3- تعوّدْ على الرفض دون الشعور بخيبة الأملن لأنك ستدق مئات الأبواب وستتحدث مع مئات بل ألوف الأشخاص، كي تصل إلى ذلك الحلم، فكن مستعدا فإن أُغلق في وجهك الباب فاطرقه مجددا، وإن لم يجد ذلك نفعا قد يكون ذلك الباب مفتوحا أو الباب الخاطئ.
على سبيل المثال، إن أردت أن تفوز بالميدالية الذهبية في الأولمبياد، فعليك أن تتخيل نفسك وأنت تتدرب كل يوم غارقا في العرق، وفي أصح وأفضل بنية جسمانية قد تصل إليها، ثم تخيل نتيجة ذلك التعب، فسترى نفسك متوسطا، تعتلي العتبات الثلاثة وسط تصفيق الجمهور، وأنغام نشيد وطنك الذي سيقتلك شعور السعادة والفخر من قاع روحك.
في الختام، احلموا بجموح، ولا تجعلوا أحلامكم عقلانية، فمجرد تميزك بالعقل يجعل ما تفعل حقيقة، فإن كان حلمك سهل التحقيق وتوصل إليه غيرك، فلن تتميز ولن تصبح لك بصمة في هذه الحياة، وإن فشلت أو رفضت فما المانع؟ فالرفض جميل أيضا، لأنه سيجعل قصتك التي سترويها مشوقة أكثر. فهل حوّلت حلمك إلى حقيقة؟.