يبدو والله أعلم أن الدوري السعودي كتب الله ألا تستقيم أموره من النواحي التنظيمية والفنية والانضباطية, ففي كل مواجهة تظهر لنا قصة جديدة من تلك الجهات الثلاث بل ربما كل دقيقة, والسبب يعود إلى أن جميع أمورنا تسيطر عليها العاطفة على الأنظمة والتشريعات التي هيئت وبنيت من أجل أن تقوم كرتنا على أرضية صلبة.

وحين يغيب تطبيق تلك الأنظمة التي ترتبط بجانب الضبط الإداري وإيقاع العقوبات بفترة لا تتجاوز 24 ساعة على أقل تقدير، فإننا لن نستغرب في قادم الأيام أن نشاهد تداخل رياضة المصارعة الرومانية ربما تكون متبوعة بمصارعة الثيران في مسابقاتنا نتيجة للتحايل و التذاكي على تلك الأنظمة، لاسيما أنظمة وضوابط لجنة الانضباط التي يصح لنا أن نطلق عليها أية مسميات أخرى غير (الانضباط), كونها خسفت بأهمية احترام النظام, كما ستكشف الفترة المقبلة عن قوة الدوري السعودي المزعومة والمقولة التي جلسنا على وسائدها الوثيرة منذ زمن وهي أن دورينا الأقوى عربياً، بينما الحال انقلب وأكده لنا مدرب المنتخب البرازيلي مانو مينزيس خلال مطالبته لمحترف الهلال تياجو نفيز بمغادرة الدوري السعودي الضعيف - على حد وصفه - ليتسنى له ضمه من جديد للسامبا.

إن ما حدث في لقاء النصر والتعاون الأربعاء الماضي من تمرد إداري وجماهيري لم يكن نتيجة لأجواء مشحونة أو لحروب نفسية سبقت المواجهة, وإنما هي افرازات لغياب وضعف في لجنة الانضباط، فلو حضرت القرارات القوية العاجلة من هذه اللجنة في لقاء الأسبوع الماضي بين الاتحاد والفيصلي، لما حدث ما حدث، لكن اللجنة أدمنت الغياب عن الشفافية والوضوح وغيبت معها هيبة النظام والقانون، رغم أنها كانت تحضر في عقوبات أخرى قبل أن يجف عرق اللاعب.

لقد أصبحت لوائحنا مجرد رسوم حرفية في كراسات لجان الانضباط ولا (تهون) اللجنة الفنية, كما أصبح كل فرد ينظر إلى تلك اللوائح من الزاوية التي يراها، ويفسرها بالأهواء التي تتوافق وتنسجم مع متطلبات المرحلة التي تلائم ظروف ومستقبل فريقه.

كل ما أخشاه ويخشاه الآخرون أن تتحول ساحتنا الرياضية وعلى وجه التحديد الكروية، إلى نظام (قبلية الأندية) وأن هذا من قبيلة الهلال وذاك من قبيلة النصر وهلم جرا, وعندها سندخل في نفق مظلم, وحينها سنقول فقط .. صبراً جميلاً والله المستعان.