ليومنا هذا، قد لا يعلم المواطن أن رؤيتنا الطموحة جاءت لتوفير العيش الكريم لأجيالنا بعد إنقاذ اقتصادنا من عقدة النفط الذي كان يشكل حوالي 82 % من عوائدنا السنوية، مما أدى انخفاض أسعاره العالمية إلى تراجع إيراداتنا بنسبة 42 %، وارتفاع عجز ميزانيتنا 5 أضعاف إلى 367 مليار ريال في عام واحد.
وليومنا هذا، قد يخفى على المواطن أن رؤيتنا الهادفة جاءت لترشيد حجم الإنفاق، وتصحيح مسار الدعم وتوجيهه للمستحقين فقط، بعد أن ارتفعت تكاليفه السنوية إلى 500 مليار ريال، لتعادل 25 % من حجم الميزانية و12 % من الناتج المحلي الإجمالي.
لذا، جاءت رؤيتنا لإحلال اقتصادنا المعرفي، الذي يعتمد على قوة العقل وصدق العمل وأسلوب المعرفة، بدلا من اقتصادنا الريعي الذي يعتمد على النفط فقط، لتنجح المملكة خلال العام الحالي بالصعود إلى المركز الثالث بين الدول الأسرع نموا في العالم بعد الصين والهند. ويأتي هذا النجاح تمهيدا ليصبح اقتصادنا عام 2030 ضمن أفضل 15 اقتصادا في العالم، وتتقدم خدماتنا إلى المركز الـ25 على مؤشر الخدمات اللوجستية عالميا، والمركز الأول إقليميا، وتقفز تنافسيتنا إلى المرتبة الـ20 على مؤشر التنافسية العالمي.
وبهذا تحصد أجيالنا القادمة نجاح رؤيتنا في توجيه دفة العولمة لصالحهم، وإلغاء عقدة النفط من قواميس اقتصادهم.
تقرير منظمة التجارة العالمية الصادر نهاية عام 2017، أكد تقدم مرتبة المملكة بين دول العالم إلى المركز الـ27 في حجم الصادرات، والمركز الـ31 في حجم الواردات، ليؤكد أهمية مـوقع المملكة الجيوستراتيجي، الذي تمر عـبره 13 % من حجم التجارة الدولية. وهذا لم يكن ليتحقق دون رؤية واضحة تستخدم نعمة العقل بدلا من عقدة النفط، لتستمر المملكة في سعيها الدؤوب وتحقق أهدافها خلال سنوات قليلة، بزيادة إسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65 %، ومضاعفة إيرادات الدولة غير النفطية إلى 1 تريليون ريال بحلول 2020، ورفع حجم الاستثمارات المباشرة بنسبة 133 %، وتخفيض معدلات البطالة إلى 7 %، ورفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 30 %، ومضاعفة المحتوى المحلي إلى 75 % في قطاع النفط والغاز، و50 % في قطاع الصناعات العسكرية.
وهذا يؤكد أن نعمة العقل تشكّل أفضل مردود من عقدة النفط.