بما أن الطائرات دون طيار «درون» تُشكل رمزا لحقبة تكنولوجية حديثة، فقد ازدادت شعبيتها. ويعود ذلك إلى حد كبير لتنوع استخداماتها. فيستخدمها الجيش الأميركي في مطاردة الإرهابيين في الخارج، وبدت شركات مثل «أمازون» في توظيفها لتسليم المشتريات، ويستخدمها المصورون لالتقاط الصور بزاوية «عين الطائر»، كما يطلبها الأطفال كهدية بمناسبة أعياد ميلادهم. وفي حين أن انتشار الطائرات بدون طيار له مزايا اقتصادية، إلا أنه يُشكل تهديدا أيضا.

على سبيل المثال، استخدم تنظيم «داعش» طائرات بدون طيار لمراقبة ومهاجمة خصومه. كما استخدمها في تهريب المخدرات والهواتف الخلوية إلى السجون.

ومما يذكر أن طائرة بدون طيار غير مصرح بها تحطمت في حديقة البيت الأبيض. وهناك أيضا إمكان للطائرات بدون طيار للهجوم وإسقاط الطائرات.

توفر الطائرات بدون طيار للجماعات السيئة النشطة طريقة أسهل لمهاجمة المباني الحكومية والبنية التحتية الحيوية والأحداث العامة.

ولهذه الأسباب، من الأهمية بمكان أن تمتلك الحكومة الأميركية القدرة على تحييد أي طائرة بدون طيار تشكل تهديدا.

أصدر خبراء في مؤسسة هيريتيج «Heritage Foundation» الأميركية الإثنين ورقة تفصيلية عن الحاجة إلى وضع إطار قانوني لمكافحة تكنولوجيا الطائرات بدون طيار. وتلاحظ الورقة أن إجراءات الكونجرس قد اتخذت قوانين تخويل الدفاع الوطني لعامي 2017 و2018، عندما مُنحت سلطات دفاعية محدودة إلى وزارتي الدفاع والطاقة. ومع ذلك، هناك الكثير الذي يتعيَّن القيام به.

وتتمثل إحدى توصيات التقارير الجديدة في تزويد هيئات إنفاذ القوانين الاتحادية، مثل وزارتا الأمن الوطني والعدل، بسلطات مضادة للطائرات.

كما يجب على الكونجرس خلق بيئة يستطيع مطورو القطاع الخاص خلالها تجربة وإنتاج تقنيات جديدة مضادة للطائرات بدون طيار.

ويجب على الكونجرس أيضا أن يعهد لوزارة الأمن الوطني بإعداد برنامج تجريبي يسمح للوزارة بإبرام اتفاقيات مع الولايات والشركاء المحليين، لاستخدام مجموعة واسعة من تقنيات مكافحة الطائرات بدون طيار، للدفاع عن أهداف محتملة تراوح بين كابيتول الولاية ومعارضها. وهذا من شأنه أن يسمح لحكومة الولايات والحكومات المحلية بالدفاع عنها عندما لا تكون وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية حاضرة.

يجب أن يبدأ هذا البرنامج التجريبي بعد أن تحدد أجهزة تنفيذ القوانين الفيدرالية قوانينها وسياساتها المضادة للطائرات، ومن شأنها أن تساعد في تمهيد الطريق لاعتماد التكنولوجيا المضادة للطائرات بدون طيار من المسؤولين الحكوميين والمحليين.

في وقت سابق من هذا الشهر، حصلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية على مسودة اقتراح مضاد للطائرات بدون طيار تقوم بتطويره إدارة ترمب. ووفقا للمشروع، تقترح الإدارة إعطاء وزارتي الدفاع والطاقة نفس السلطات والمعايير التي أُعطيت لوزارتي الأمن الوطني والعدل. ويتماشى هذا إلى حد كبير مع النهج الموصى به في تقرير «مؤسسة هيريتيج» الجديد.

إن الطائرات بدون طيار أدوات قوية توفر كثيرا من الفوائد، لكنها تمثل أيضا تهديدات قاسية. فالأمر متروك للكونجرس لتوسيع قدرة الوكالات الأميركية على تحييد هذه التهديدات، خلال تكنولوجيا مكافحة الطائرات بدون طيار.


بول فريدريك*



 *عضو في برنامج القيادات الشابة بمؤسسة هيريتيج الأميركية- مجلة (نيوزويك) - الأميركية