لم تمر أزمة أشد إيلاما وقسوة كما نعيشها اليوم في وطننا العربي، صفيح من نار لا تمر السويعات إلا وشريط أحمر يظهر على القنوات التلفزيونية بما يعرف بعاجل.. فتلك فلسطين كما هي منذ أكثر من ستين عاما وهي بين فكوك وأنياب الدول التي تدعوها إلى السلام وكأنها هي المحتلة الغاصبة، والكيان الصهيوني هو المغتصَب.. وإذا ما تحركنا نحو شرق فلسطين تجد لبنان وقد أجهض من ويلات الأحزاب وتجبرهم وتمكينهم على حكوماتها يدّعون حرصهم على لبنان بينما الحقيقة هم مجندون لأهداف أكبر وأبعد.. دمشق المغتصبة كل من لديه سلاح نوعي أراد تجربته فسورية أرض التجارب العسكرية في ظل قائد كـ(هولاكو) وأشد قتلا بما يزيد على 200 ألف قتيل، وشرد أكثر من خمسة ملايين مواطن سوري، ولا يزال متمسكا بالسلطة، وهو في الحقيقة مندوب لتلك الدول المحتلة لأرضه، وفي العراق نرى مطايا الفرس والجيوب الطائفية، وإن اتجهنا إلى اليمن غير السعيد مؤخرا، فهناك أشراف من الرجال يريدون الحياة الكريمة يحاربون من أجل إعلاء دولتهم بينما ثلّة من المتخلفين يختفون داخل الكهوف كالفئران لا يريدون لليمن الخير، مجندون من قبل دول مارقة انصاعوا لها، وإلى الشمال من اليمن هناك عمان التي نأت بنفسها عن المشاكل، ولا نبعد عن مسقط إلا والمستقبل والازدهار يرحب بنا في أبوظبي، فبناء الإنسان متواصل للوصول به إلى سبل العيش الرغيد، وكذلك مملكة البحرين التي يريد المخربون ضرب استقرارها، وهناك الكويت فحالها حال الإمارات، تتحدث وتتطور، وتصنع أمجادا لها ولأبنائها المخلصين، وإذا توجهنا إلى قطر وشعبها الكريم الذي لا يريد الانفكاك من عباءته الخليجية إلا أن قيادته تأبى إلا أن تقلم تلك العباءة بشيء من الحلي المغشوشة، وإن اتجهنا إلى قلب العرب والعروبة والإسلام السعودية، فبقدر ما تجده من مستقبل مبشر لمواطنيها ورؤية ثاقبة وحرص قيادتها على السمو بها والمواطن، تجدها في حدها الجنوبي تستبسل بصد عدوان شرذمة، فهناك عين لا تنام وبال لا يهدأ أبدا، وهي قادرة على إبادة الأعداء.