في 12/ 5/ 2012، كتبت هنا مقالا بعنوان «خاص جدا.. ولكن للنشر»، وفي 11/ 5/ 2014 كتبت أيضا مقالا عنوانه «خاص جدا.. ولكن للنشر «2»»، وكانت المناسبتان متشابهتين إلى حد كبير، وهما: تخرّج ابني ثم ابنتي في المرحلة الثانوية، وفي هذه المرة أواصل المسلسل الفخم ذاته، لأكتب لابنتي خديجة، بمناسبة تخرجها في الجامعة؛ أسطرا سرّية، أتودد بها إليها، وأفتخر بذلك وبها.

خديجتي: كان ليل الإثنين الماضي مختلفا علي بكل المقاييس، وكان مخلوطا بمشاعر متنوعة، فكلهن في جامعتك يحتفين بتخرجك، حبيبتي والدتك منى، ووالدتها، ووالدتي، وعمتك، وخالتك، وأختك البتول. أما أنا وأخوك الكبير فمنعتنا «الذكورة»، ومنع «السنّ» أخاك الصغير، وأختك أميمة؛ ولأخفف عن نفسي لجأت إلى غرفتك، وجلست مع نفسي ولنفسي، أسلّيها من ناحية، وأستجلب ذكريات كثيرة معك، وقررت أن أزيّن سيارتي، كما يفعل العريس لعروسه، لأقودها بنفسي، وآخذك من مقر الحفل، والحمد لله تعالى، أني وجدت متعة ذلك في عينيك، وعيون شقيقتك ووالدتك.

غاليتي وحلوتي، في البيت ذكرتِ، بعد عودتنا، أنك تنتظرين مقالا عنك، وتظاهرت وكأني لم أسمع كلامك، لأني لم أكن أريد كشف السرّ، وحمدت ربي في خاطري، أنّ ابنتي تقرأ ما بين سطوري، وثبت عندي أن تدريب والدتك لك، في هذه وغيرها، كان في محله بلا شك، وأثمر كل هذا الصفاء والنقاء الذي تتميزين به، ومع هذا فلا بد أن أعترف أن مناسبة تخرجك في كلية التصميم والعمارة، بجامعة دار الحكمة، في تخصص الاتصالات البصرية ـ visual communicationـ زادت من زحمة الأفكار عندي، وتداخلت المفردات كذا الذكريات، ولعل ما غردت به ليلة تخرجك، عبّر عن بعض مشاعري: «خديجتي، فخور بتخرجك في هذه الأثناء من الجامعة. هذا حلم جديد لي ولوالدتك حبيبتي، حققه ربي على يديكِ. عظيمة أنتِ يا بنتي، يا غاليتي، حماكِ الإله».

وأشكر ربي أن مكّنني ووالدتك، وعائلتك الصغيرة، من تهيئة طرق وصولك إلى هذه المرحلة الجميلة من حياتك المديدة، بإذن الله، بعد إنجازات رائعة قدمتِها، آخرها فوزك المستحق بتصميم شعار طيران الخطوط السعودية الخاص، «البيرق»، والذي سيتم تدشينه قريبا.

ابنتي الغالية: قيمتك عندي، وعند والدتك، وعند جدتيكِ كأول حفيدة خريجة، وعند عائلتك الصغيرة؛ كبيرة جدا، ونحمد الله على بلوغ ما بلغك إليه، والمرحلة القادمة تحتاج جهدا مختلفا، فلا بد من المحافظة على الاستمرار على قوة شخصيتك، ومواجهة الأمور بنفسك، والتخطيط الجيد للغد، وعدم الاستسلام للواقع، وعدم التردد أو الهرب، وعليكِ استغلال الفرص، وأن تجعلي خياراتك مفتوحة ولا تغلقيها، وتتركي مجالا للصُدف، وقبل هذا وذاك واصلي إرضاء خالقك سبحانه وتعالى؛ ومثلك يعلم أن الوصول إلى مرضاته تعالى، والتقرب مما يحبه، يريح جسمك، ويطمئن قلبك.

وفي الختام.. أتقدم بالشكر إلى حكومة بلادي، على انضمامك في برنامج وزارة التعليم للمنح الداخلية للجامعات الأهلية، في خمسة فصول دراسية فقط، من أصل ثمانية، رغم انطباق شروطها عليك، كما أتقدم بالشكر إلى معلماتك القديرات، في جامعتك المحترمة، وسائر الجهاز الإداري فيها، وأعترف بالتقصير في التواصل معهم، وأجمل التهاني أزفها لزميلاتك الخريجات، بناتي اللواتي رفعن رؤوس أمهاتهن وآبائهن، ومن يعزّ عليهن، ودعائي لكُن بأن يرينا الله إياكن في أعلى المناصب والمراتب، تخدمن الدين ثم المليك والوطن، اعتزوا بالأول، ووالين الثاني، ولا تنتمين إلى غير الثالث.