فيما أمضى مسؤولو الأمن والسلامة بوزارة التعليم ومسؤولو هيئة الأرصاد وحماية البيئة في جدة، النهار بطوله في تبادل الزيارات وإلقاء الكلمات والخطب حول التعاون والتكامل لرفع مستوى الوعي الأرصادي لدى منسوبي التعليم، وإجراءات تعليق الدراسة، كان التعاون والتنسيق على أرض الواقع مختلفا ومناقضا للتكامل والتعاون، حيث عاش أولياء أمور الطلاب في الرياض أمس حالة ترقب استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، لمتابعة موجة الغبار التي داهمت معظم مناطق المملكة، وذلك لمعرفة قرار إدارة تعليم الرياض حيال تعليق الدراسة من عدمه.


تقارير الأرصاد


في وقت التزمت إدارة تعليم الرياض مساء الثلاثاء الصمت، ولم تلق محاولات «الوطن» للاستفسار عن موقف الإدارة من تعليق الدراسة أو استمرارها يوم الأربعاء، فاجأت إدارة تعليم العاصمة الجميع بالإعلان عن تعليق الدراسة بالساعة الـ5:29 ص، أي قبل ساعة تقريبا من بدء اليوم الدراسي، مؤكدة أن إعلانها جاء مباشرة بعد تلقيها تقارير هيئة الأرصاد وحماية البيئة، وقالت عبر حسابها في «تويتر»: «نظرا لما وردنا قبل قليل من الأرصاد حول استمرار لموجة الغبار واستمرارها، وحرصا على أبنائنا الطلاب والطالبات، فقد وجه سعادة مدير عام التعليم أ. حمد الوهيبي بتعليق الدراسة اليوم الأربعاء في مدارس الرياض والمحافظات التابعة لها (رماح، وثادق، والمزاحمية، وحريملاء، والدرعية، وضرما)».

وقد حاولت «الوطن» مع المتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني، للوقوف على صحة ادعاء تعليم الرياض بخصوص تأخر وصول تقارير الهيئة، إلا أن اعتذر خلال اتصال معه أجرته الصحيفة صباحا وتجاهل 3 اتصالات أخرى بعد الظهر.





 تهديد السلامة


اعتبر المستشار القانوني، عضو الجمعية السعودية لحقوق الإنسان، الدكتور خالد الفاخري، في تصريح إلى «الوطن»، أن عدم استشعار الجهات المعنية بأهمية الإعلان عن «تعليق الدراسة» في وقت مبكر في الحالات التي تشكل خطرا على سلامة وصحة الطلاب، «إهمال» من قبل تلك الجهات.

وأضاف: «شهدنا أمس حرصا من إدارات التعليم بالإعلان عن تعليق الدراسة لسلامة الطلاب والطالبات، إلا أنه لم يكن بالشكل المأمول، إذ نتطلع في ظل تطور تقنيات الرصد الجوي التي تتيح إمكانية التنبؤ بالحالات المناخية في وقت مبكر، لأن يكون هنالك آليات واضحة لتعليق الدراسة، والتهاون في التعامل مع الحالات المناخية التي تشكل تهديدا على صحة وسلامة الطلاب يتعارض من حقوق الطفل المنصوص عليها في نظام حماية الطفل، الذي ينص على الحفاظ على سلامة الطلاب وضمان بيئة تعليمية صحية لتلقي التعليم».

وأشار الفاخري إلى أهمية أن يكون لدى إدارات التعليم آليات واضحة للتعامل مع مثل هذه الحالات، وأن تتم مراعاة ظروف الطلاب وأسرهم، فليس جميع الطلاب يعيشون في أسر طبيعية فيها أب وأم، وقد لا يوجد لدى أولياء أمور الطلاب يكون الإعلان في وقت مبكر، وضرورة أن لا يتم الاكتفاء بالإبلاغ عن تعليق الدراسة جماعيا، بل يجب أن تستعين إدارات التعليم بالرسائل النصية والتطبيقات لإيصال الإبلاغ إلى كل ولي أمر طالب.


ربكة كبيرة


تسبب الإعلان المتأخر عن تعليق الدراسة في عدد من المناطق التعليمية، من بينها الرياض والأحساء، أمس، في ربكة كبيرة بين الأسر التي انتقدت هذا التأخير في اتخاذ القرار الذي جاء في وقت متأخر، خاصة في تعليم الأحساء الذي أعلن التعليق في منتصف اليوم الدراسي، مطالبين بأن تكون هناك مرجعية موحدة تكون مسؤولة عن قرار التعليق بدلا من الازدواجية الحاصلة حاليا، حيث يتقاذف القرار بين إدارات التعليم وهيئة الأرصاد والدفاع المدني.

ففي الرياض، تأخر إعلان التعليق حتى الساعة الـ05:29 صباحا حين أصدر تعليم الرياض خبر التعليق عبر حساب الإدارة على «تويتر»، وهو وقت متأخر سبقه خروج العديد من المعلمين والمعلمات منذ الساعة الثالثة والرابعة فجرا للحاق بمدارسهم في بعض المحافظات والهجر النائية، وكذلك قدوم آخرين لمدارس العاصمة من مناطق بعيدة، كما أنه تزامن مع وقت انطلاق سيارات النقل والحافلات لنقل الطلاب والطالبات لمدارسهم، مما سبب ربكة كبيرة بين الأسر التي عاد بعض طلابها وطالباتها من منتصف الطريق.

وأرجع تعليم الرياض تأخر قراره بما ورد إلى الإدارة من هيئة الأرصاد قائلا «نظرا لما ورد إلينا «قبل قليل» من الأرصاد حول استمرار موجة الغبار، وحرصا على الطلاب والطالبات، فقد وجه مدير تعليم الرياض حمد الوهيبي بتعليق الدراسة في مدارس الرياض والمحافظات التابعة لها».

أما تعليم الأحساء فأعلن عن تعليق الدراسة بعد مرور منتصف اليوم الدراسي وتحديدا عن الساعة الـ09:17 صباحا، وحينها قد وصل الطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات لمدارسهم وأنهوا نصف الحصص الدراسية.

 


110 مراجعين بالخرج


تسببت موجة الغبار التي ضربت الخرج في عشرات الحالات المصابة بأمراض الصدر، حيث أوضح مدير مستشفى الملك خالد ومركز الأمير سلطان للخدمات الصحية الأخصائي فهد بن محمد الممخور، أن أقسام الطوارئ بمستشفى الملك خالد ومركز الأمير سلطان للخدمات الصحية بمحافظة الخرج استقبلت أكثر من 110 مراجعين يعانون أمرض الربو والحساسية والتهاب الصدر، وذلك خلال 24 ساعة فقط من رفع حالة التأهب بسبب موجة الغبار التي ضربت المحافظة خلال يوم أمس. كما استقبلت المستشفيات الحكومية التابعة لصحة الرياض «1122» حالة طارئة، جراء استنشاق الغبار والأتربة المتطايرة نتيجة العاصفة الترابية التي اجتاحت المنطقة خلال الـ24 ساعة الماضية.

 


غبار العاصمة وتعليق الدراسة


تنبيه من هيئة الأرصاد الساعة الـ3:4 ص: رياح سطحية مثيرة للأتربة على الرياض

الساعة 3:18 ص تعليم الخرج يعلن التعليق عبر حساب مدير التعليم

نشرت هيئة الأرصاد تحذيرا الساعة 3:59 ص: موجة غبار على الرياض تحد من الرؤية

الساعة 5:29 ص تعليم الرياض يعلن تعليق الدراسة عبر حساب الإدارة في تويتر

الساعة 6:40 ص تعليم المزاحمية يعلن التعليق عبر حساب الإدارة في تويتر

الساعة 8 ص جامعة الإمام أعلنت تعليق الدراسة عبر حساب المتحدث في تويتر ثم حساب الجامعة

الساعة 9:13 ص تعليم الأفلاج يعلن التعليق عبر حساب الإدارة في تويتر

جامعة الملك سعود: لا شيء


 6 حالات لإعلان تعليق الدراسة في التقلبات الجوية

 


01

 في حالة وجود رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار تنعدم فيها الرؤية الأفقية لمسافة أقل من 500 متر


02

 في حالة وجود رياح وأعاصير تبلغ سرعتها من50 - 69 كيلومترا في الساعة


03

 في حالة وجود سحب ركامية يتوقع هطول أمطار غزيرة منها


04

 في حالة وجود رياح سطحية تصل سرعتها إلى 70 كيلومترا في الساعة فأكثر


05

 في حالة انعدام الرؤية الأفقية


06

 في حالة وجود ظواهر جوية غير عادية قد تنتج عنها مضاعفات تؤثر سلبا على سير الحياة كهطول أمطار غزيرة.