انطلاق نموذج المركز الصحي الأولي في عدد من الأحياء، هو بمثابة الإنعاش للمركز الصحي، ونحتاج إلى تركيز أكبر في اختيار التخصصات التي ستكون جزءا رئيسيا من المراكز الصحية. العيادات الأولية تفعيلها بشكل سليم وصحيح سيعزز من صحة المجتمع وبالتالي لن تجد قوائم الانتظار المملة في بعض التخصصات في مستشفياتنا.
المراكز الصحية النموذجية يجب أن تلبي كل حاجات سكان الأحياء، عيادات رئيسية يجب أن تكون حاضرة في مراكزنا الصحية، عيادات البصريات وعيادات صحة الأسنان وعيادات التثقيف الصحي وعيادات التأهيل الطبي والمختبرات والأشعة والباطنية والأمراض الصدرية والأذن والأنف والحنجرة، معظم هذه التخصصات هي تخصصات كليات العلوم الطبية التطبيقية
وسأتحدث هنا عن تخصص البصريات، وكيف أهملت الصحة هذا التخصص، والذي يعدّ من تخصصات الرعاية الأولية المهمة في مجال العيون.
هناك فقط جامعتان في المملكة تخرجان أطباء البصريات وتتمحور مهامهم الإكلينيكية في الرعاية الأولية للعين وعلاج الحول والكسل وتشخيص أمراض العيون واكتشافها مبكرا، عدد خريجي تخصص طبيب البصريات منذ إقرار برنامج طبيب البصريات في جامعتي الملك سعود والقصيم ما يقارب 300 طبيب وطبيبة بصريات منذ عام 2013 جميعهم تم تصنيفهم كأخصائي، وهي درجة أقل مما يستحقه، وسنجد العشرات منهم دون وظائف تحقق طموحاتهم لخدمة الوطن، المراكز الصحية الجديدة بنموذجها الجديد هي المكان الأنسب لهم، ويجب على هذه المراكز أن تتجه إلى الرعاية الصحية الأولية بشكل صحيح، لا أن تهتم بالإعلام وتهمل الكوادر الصحية والتخصصات التي تحتاجها الأسرة.