تأخذنا الأوركسترا بسحر إيقاعاتها وأنغامها دوما و(orchestra) عبارة عن مجموعة كبيرة مكونة من حوالي مائة عازف وآلات متنوعة كالآلات الإيقاعية التي تبرز جمال الآلات الوترية وآلات النفخ والمفاتيح التي تضفي سحرا أخاذا.

فيما لا ينتبه الشخص إلى عمل الأوركسترا فيؤخذ كالمسلمات دون استشعار جمال تراكبية وتوافقية العازفين مع بعضهم البعض على مسرح واحد، على الرغم من اختلاف خلفياتهم الموسيقية، ليهدوا للمستمع أعذب الألحان، فكيف بمائة شخص أن لا يشذوا عن الإيقاع على الرغم من اختلاف آلاتهم؟

الإجابة تتمثل في أهمية وجود المايسترو (قائد الأوركسترا)، فيخيل للبعض بأن العازفين مشغولون بقراءة النوتات أمامهم ولا يلاحظون إشارات وإيماءات المايسترو الصامتة، إلا أن عدم وجود مايسترو يزعزع الفرقة بأكملها، فوجوده يدخل في إدارتهم وحرصه على أدائهم لعملهم، قال المؤلف والمايسترو جوستاف ماهلر «لا توجد أوركسترا عظيمة، فقط يوجد مايسترو عظيم»، بالتأكيد إن دور الأوركسترا والمايسترو تكاملي، وكلاهما مهم.

ومن هنا نرى أنفسنا كعازفين على أوتار التغيير في عصرنا الحالي بالتناغم والتزامن مع بعضنا البعض. فكل مواطن وجهة ومنظمة يشاركون في إنجاح وإبراز أفضل ما لديهم، ليصب نتاج ما صنعوا في رؤية مايسترو التغيير ولي العهد محمد بن سلمان الذي وضع رؤية حداثة للحاضر والمستقبل تجعل لها مكانا خالدا وسط أنغام التطوير، فعند تصفح معزوفة موسيقية يرتاب ويتخوف الشخص من تنوع وصعوبة قراءة النوتات، لأن ذلك أمر جديد وغير مسبوق لديه، إلا أنه عندما ينقل ما يرى إلى أرض الواقع يشعر بقوتها وفعاليتها، وهذا حال جميع الجهات التي سارعت بخلق المبادرات بما يلائم رؤية 2030 والأفراد على حد سواء.

وها نحن نرى ثمارها اليوم. بطبيعة الحال، يصاحب كل أمر جديد ردود أفعال سلبية وانتقادات بغية التحسين، إلا أنني أرى وأجزم أن مثل هذه الانتقادات لن تسهم في نفعها للوطن بقدر ضررها اللاحق بنا، وذلك لأن الإعلام المعادي والمغرض يوظف كل كبيرة وصغيرة لتوظيف مطامعه في إثارة اللغط والبلبلة وتشتيت صفوف الوحدة الوطنية.

فأنا أوجه دعوة خاصة لأصحاب السلطة الرابعة ودعوة أخرى عامة للجميع للتكاتف في سبيل إحلال الإعلام الإيجابي المقنن والموجه للتصدي للحرب الفكرية والفعلية التي نعاصرها.

وقد يواجه الشخص صعوبة بالغة حينما يريد الإصلاح بإبدائه الرأي للفت الأنظار إلى أمر ما بحسن نية،إلا أن الوقت غير مناسب، ومثال قريب على ذلك استخدام واستغلال القنوات الفضائية المغرضة خبر تفشي الجرب في بعض المدارس بغية الترويج لفكرة تقدمهم علينا في هذا النسق. فعدنا تتجلى لنا مطامعهم يجدر بنا عدم معاونتهم علينا بأيدينا.

ومن هنا أستذكر أهم ما جاء في منتدى تحالف عاصفة الفكر السادس الذي انعقد الأسبوع الماضي، والذي جاء بالتزامن مع عاصفة الحزم، فكلنا حليف لا غنى عنه في هذه الحرب، والجميع يزود هذا التحالف بالإمدادات الفكرية واللوجستية. إن الاعتماد على إستراتيجية واضحة من حيث الفكر الإيجابي والتقديري الموجهة إعلاميا سيؤتي ثماره من خلال التصدي لمطامع العِدَى، وتفعيل مبدأ التعاون الوطني والإقليمي على حد سواء.