النجاح والتميز غير مقرون بدائرة معينة، فربما من يصنع ذلك في محيط مختلف لأن الإبداع ليس مرهونا بمكان أو زمان محدد، إلا أن الإشكالية قد تكون صناعة الذهب في محيط الغرف المظلمة، التي لا يراها إلا القلة، لكن التاريخ يكتب ذلك، وليس هناك عدالة أجمل من التاريخ الشاهد على كل الأحداث بلا تحيز، تلك الإرهاصة تجلت أمامي وأنا أقرأ تأهل لاعب المنتخب السعودي للتايكوندو لدرجة الشباب هشام الدوخي، كأول لاعب سعودي في جميع الرياضات المحلية يتأهل إلى أولمبياد بوينس أيرس بالأرجنتين 2018، حيث تفوق على ما يربو على (490) لاعباً، وعانق المجد، وبقدر ما صفقنا للاعب على الإنجاز إلا أن هناك أياد خفية ساهمت في وصول الدوخي لمؤشر التفوق العالمي، لعل أبرزهم المدرب الوطني فهد الدويسان، الذي صقله من المهد حتى وصل ساحة المجد.

مدرب نادي الشباب الدويسان أحد أعمدة التدريب في الجهاز الفني للمنتخب السعودي، إلى جانب الألماني عزيز إشرافي، والوطني محمد القحطاني، الذي يعد هو الآخر ماكينة إنتاج للنجوم التي تغذي المنتخبات السعودية في جميع الفئات، أعود للدويسان الذي قدم لساحة التألق نجوما تفوقوا على لاعبين يمثلون دولا متقدمة بهذه اللعبة، وهذا يؤكد أن المدرب الوطني قادر على تسجيل الحضور متى مُنح الفرصة كاملة، بقدر ما قدمه الاتحاد السعودي للتايكوندو، الذي فتح آفاق العمل لمن يستحق سواء على الصعيد الفني أو الإداري، فتحية لتلك الكوادر وألف تحية للمسؤولين بالاتحاد السعودي للتايكوندو، الذي يقوده الذهبي شداد العمري، وعندما أقول الذهبي لأن الذهب العالمي حضر مع إطلالته، بعد أن أسس القاعدة وعزز البناء، فكان النتاج سامقاً فبالأمس عانق نجومنا الذهب العالمي عن طريق اللاعب محمد السويق، ولا يمكن أن ننسى مدربه الوطني عبدالمنعم الخواهر، واليوم نصل للأولمبياد كأول الركب عبر بوابة التايكوندو، ولا شك أن اتحاد التايكوندو يمتلك كوادر أخرى تتمثل بالحكم العالمي أبو بكر كردي، الذي اعتزل للتو ويقود حالياً منصب نائب الرئيس، وفهد الصعيري والإداري سامي الطلب ومحمد الحبابي ومحمد الوبران وثامر السعران وفايز السلولي ومحمد فلاتة، وأسماء عديدة رسمت التألق بكل معانيه.