على غلاف مجلة التايم ظهر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقاء هو الأكثر صراحة وإثارة للجدل من بين كل لقاءاته جميعها، وفي حوار دار بين مثقفين عرب في إحدى المواقع الإنترنتية حول اللقاء، أشاروا إلى أن الصورة غطت على اسم الصحيفة تماماً، تلت ذلك تعليقات من بعضهم حول حرية الرأي في الشرق الأوسط ومقصد الصحيفة، مما جعل هذا الحوار العربي المبطن عادة بالغيظ يستدعي مراجعة مني لأغلفة الصحيفة الماضية، فوجدت أن المجلة فعلت ذلك كثيراً، فالرئيس الفرنسي الشاب ماكرون غطى بجسده كاملاً العنوان، وكذلك فعلت مطربة بريطانيا الأولى أديل، بل الشباب الصغار طلاب الثانويات الأميركية الذين قادوا مظاهرات «يكفي» ضد تجار الأسلحة الأميركية لم يتركوا حرفاً من العنوان.

في الحقيقة التايم تعرف أنها مجلة معروفة ومتميزة وغلافها لا يحتاج لاسمها ليدركه قارئها في العالم، على كل حال لا نبرئ أنفسنا كسعوديين من إغاظة العالم الذي لا يرغب بإحداث فرق، خاصة ونحن نعيد أموالنا من الفساد ثم نذهب لنوقع بالمال شراكات ومشاريع ستنقل بلادنا إلى عنان السماء.

على الغلاف أيضا ظهر سمو الأمير بصورة تحمل تعابير تذكرك مباشرة بجده الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، وأظن المجلة قصدت بذلك التساؤل هل هي حقاً سعودية جديدة تُبنى بيد شاب يشبه جده ويلبس مثل جده باني السعودية الثالثة؟ والذي بالمناسبة أحاطته شكوك عديدة في قدرته على صناعتها، ولعلكم تذكرون أنه لم يسانده في البدء ويثق بقدرته على استعادة ملك آبائه سوى ستين رجلا غيّر بهم خريطة العالم ووضع اسم المملكة العربية السعودية عليها.

في الحقيقة المجلة مثل كل الإعلام الغربي المحترم ليس مستعداً لتهمة أن يتحول إلى لوحة إعلانات، وكما قرأنا في اللقاء كانت كل جملة من الأمير تستدعي التوقف والإعجاب، لكنها أيضا تستدعي التساؤل وهو ما وضعته المجلة في تقرير اللقاء.

لذا دعوني أقول إن من حقهم التساؤل، لكن أميرنا ليس مطالبا بالإجابة أو البحث عن يقين منهم بتحقق مشاريعه، خاصة أنه ليس لديه فقط ستون رجلا يؤمنون به بل شعب سعودي يتجاوز تعداده 22 مليونا، أكثر من نصفهم شباب.