تعد جودة التعليم الهاجس الأكبر لدول العالم المتقدمة، وقد أشار مؤخرا تقرير التعليم العالي والتدريب لعام 2017-2018، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى تصدر سنغافورة المؤشر العالمي في جودة التعليم، وتذيلته للأسف دولة عربية وهي موريتانيا، فيما كانت الصدارة العربية للإمارات في ذلك المؤشر.
ويعتمد المؤشر في تصنيفه للتعليم العالي والتدريب في الدولة محل الدراسة على عدة معايير، وهي كمّ التعليم وجودته وجودة إدارة المدارس والتدريب الوظيفي، وحصدت سنغافورة المركز الأول بدرجة إجمالية متوسطة بلغت 6.3، وتلتها دولة فنلندا، بحصولها على درجة إجمالية متوسطة بلغت 6.2، وتلت فنلندا دول: أميركا، وهولندا، وسويسرا. شرق أوسطياً تصدرت «إسرائيل» المؤشر التعليمي بـ5.4 بتقدم ملحوظ على تركيا 4.8.
خليجيا حلت الإمارات بالمركز الـ«36» عالميا والبحرين «39» والسعودية «43» عالميا، وكانت إحدى النتائج الصادمة هي حصول «مصر» على مركز متأخر بعد أن كانت منارة العلم بالمنطقة، وما زالت السعودية تتأرجح بالترتيب رغم الميزانيات الضخمة لدعم الوزارة.
لا أعلم عن جودة التعليم الحكومي سوى أن السعوديين هربوا من المدارس الحكومية منذ زمن بسبب تكدس الفصول وضعف المباني وسقوط ملحوظ لمستوى «الطلبة» السعوديين، و«تذمر» المعلمين أصحاب المزايا المتدنية والذين «يحفرون» الأرض لتدريس عشرات الطلاب في «مطابخ» مستأجرة تزخرفها مكيفات «رديئة» من نوعية «أبوشبك» التي عفا عليها الزمن، وبالأخير يجدون الجلد اليومي من «النقاد» وكتاب الرأي، وتطور الأمر لقيادي الوزارة دون توفير البيئة المناسبة الخصبة للإبداع، وأصبحت المدارس «الخاصة» ملاذا آمنا لمن يملك المادة، وبقيت المدارس المستأجرة والمتهالكة للأبناء من نوعية «اللي ما معهوش ما يلزمووووش».
ولقد سمعنا مؤخرا عن انتشار طفيلي «الجرب» بمدارس مكة المكرمة نتيجة «لتكدس» الطلبة بالفصول، حتى تجاوزت بعض الفصول 40 طالبا حتى اشتكى «الأوكسجين» من تلاهف الطلبة عليه و«استنشاقه» بشراهة عجيبة، ولقد مددت «كراعيني» بعد قراءة تصريح أحد مسؤولي التعليم أن «الجرب» ببساطة الإنفلونزا كنوع من «تسطيح» المسألة، فلا «الجرب» بأمر هين ولا «الفيروس» الإنفلونزي الذي يقتل ملايين الناس بتلك السهولة، أتمنى ألا يضطر ذلك المسؤول أن «يهرش» نفسه ليلا حتى يعلم معاناة الطلاب، وأن يبادر لحل مشاكل تلك «الفصول» الجربى بعيدا عن التصاريح اللامسؤولة، وسيتذكر التاريخ التعليمي جيدا أن عام 2018 هو عام «الحكة»، ويا ليت تعليمنا من «جربه» يطيب.