خلال الأيام الماضية تم تسجيل حالات إصابة بمرض الجرب في منطقة مكة المكرمة، وسجلت مؤخرا حالات في الرياض والقصيم وغيرها.

وهو مرض ذو تاريخ ضارب في القدم، إذ وجد ذكره في سفر اللاويين منذ 494 عاما قبل الميلاد، وكان يعتقد بأنه نوع من الجذام.

هذا المرض القديم جدا المعهود واقعا يصيب سنويا 300 مليون شخص على مستوى العالم، وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية هذا المرض ضمن قائمتها ذات الأمراض الاستوائية المهملة.

وعلى المستوى المحلي فقد قامت وزارة الصحة بدورها بأهم الركائز الثلاث، وهي: معالجة الحالات، وحصر المخالطين، واستقصاء المرض، وللإنصاف وضدا لما ذكره الكثير فإن وزارة الصحة ليست مذنبة في مرض كهذا، كحدوث، إنما يمكن تقييم أدائها بعد وقوعه في الإجراءات المتخذة من قبلها، ومن أهمها الدور التوعوي الذي لم نره حتى الآن.

ولعلنا عزيزي القارئ نوجز لك أهم ما يجب عليك معرفته تجاه هذا المرض Scabies، أنه مرض قديم حديث يسببه مايكروب يدعى بالقارمة الجربية Sarcoptes scabie، يعدو هذا المايكروب على الجلد في طبقاته العليا، ويضع بيضه، وهذا ما يجعله يسبب حكة شديدة، -علما أنه كلما زادت الحكة دل ذلك على أن المناعة لدى المريض جيدة، بعكس كبار السن أو مرضى نقص المناعة عندما يكون شعورهم بالحكة ضعيفا فهذا يدل على ضعف مناعتهم-، وتكون هذه الحكة أشد ليلا، ربما لانفراد الشخص وتركيزه على نفسه، وقلة المنبهات من حوله، ويصيب هذا المرض الجسم كاملا أو بعضه باستثناء الوجه، وتأتي غالبا البثور على شبه خط واحد متسلسل، وأغلب صوره أن يكون محيطا بالخصر «كالحزام»، أو بين الأصابع أو عند رسغ الكفين أو في الإبط، ويكون هذا المرض أكثر انتشارا في الأطفال، خصوصا من عمر 4 إلى 10 سنوات، ولا فرق بين ذكر أو أنثى في ذلك، وفيما يخص الحيوانات فإنه لم يثبت أنه ينتقل من الحيوان للإنسان، لكون تلك التي تصيب الحيوانات تختلف عن المايكروب المصيب للإنسان.

من أصابه هذا المرض فإن العلاج الأنجع هو Permethrin، إضافة إلى مضادات الهيستامين لمنع الحكة، مع عدم إغفال الاستحمام يوميا مرتين بالماء والصابون، ويجب العلم بأن الماء الساخن يزيد من حدة الحكة الجلدية، وبعد أن يتماثل المريض للشفاء فإنه من الضروري أن يعلم أن حكة الجلد هذه ستمكث معه قرابة الأسبوعين.

أما التنبؤ المرضي Prognosis لهذا المرض -أي ماذا عن أثره على الشخص هل هو فتاك أم آمن- فإن التنبؤ المرضي لهذا المرض ممتاز، بشرط أن يتم العلاج والوقاية بشكل صحيح.

وفيما يخص الوقاية من هذا المرض فإنه لا يوجد لقاح ضده، ويكون أهم إجراء يجب اتخاذه للوقاية هو الاهتمام بالنظافة الشخصية، وحصر وعلاج المخالطين «حتى لو لم تبدو أعراض»، وعزل المصاب خصوصا عن مواطن الاكتظاظ بالناس، كالمدارس أو مقار الوظائف الحكومية، وحبذا لو تم تأطير هذا كله وجعله في القالب «التوعوي» من قبل الجهات ذات الاختصاص، وعلى رأسها وزارة الصحة، صاحبة ذلك الدور المنتظر الذي لم ير النور بعد!