تردّدت على مواقع التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع قصةُ الشاب الإماراتي أحمد الخميس، الذي تقدّم لخطبة زميلته الإعلامية مشاعل الشحي، على الطريقة الغربية، وسط دهشة وإعجاب الحضور، وقليل من الامتعاض.
لم تكن التعليقات السلبية متعلقة بأسلوب الخطبة غير التقليدي، إنما لأن هذه الزيجة في مجملها مخالفة للعادات والتقاليد.
فالشاب أحمد تربى في دار الأيتام، ولا يعرف أبويه. من هذا المنطلق يتساءل الأشخاص عن مدى نجاح هذا الزواج واستمراريته، في ظل الضغوطات الاجتماعية، فضلا عن مصير ثمرة هذا الميثاق الغليظ «الأبناء».
المرأة كيان شفاف مغلّف بالمشاعر والعطف والحنان، ويتجسد رجل أحلامها في الشخص الذي يقدّم لها الحب والاحترام والأمان والاستقرار.
فليس من المستبعد أن ترمي امرأة بنظرة مجتمع بأكمله، وتضرب بها عرض الحائط في مثل هذه الحالات، إلا أن عوامل أخرى متعددة تقمعها وتثنيها على الأغلب عن الإقدام على مثل هذه الزيجة غير الاعتيادية وغير التقليدية، كرفض الأهل والعائلة والمجتمع القريب، خوفا من كسر القواعد المتعارف عليها، وذلك بالتأكيد ينطبق على المرأة والرجل اللذين يعتزمان الزواج من دار الأيتام.
من الجدير بالذكر، رأي الشيخ سعود الفنيسان في هذا الموضوع: «المتبنى» عادة هو في الأصل طفل لا يُعرَف له أهل «أبوان»، وإذا تزوجت امرأة بهذا الرجل «المتبنى» فالزواج صحيح شرعا، ما دامت متوافرة فيه الشروط الشرعية.
أما الكفاءة في النسب بين الزوجين، فالصحيح من أقوال أهل العلم، عدم اعتبارها، فتتزوج المرأة الشرعية في النسب من هو دونها فيه، وكذلك العكس؛ لأن الله يقول: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى».
الكلام السابق يختصر الإشكال وحلّه، إلا أن التنفيذ على أرض الواقع صعب، بل مستحيل، في ظل مجتمعاتنا التي امتزجت بمكوناتها الأساسية من التفاخر بالأنساب والأعراق والأموال والممتلكات والدرجات العلمية، وما إلى ذلك.
فالسؤال الذي يبرز هنا: هل تصنع هذه المكونات السعادة والرضا عقب الزواج؟
ذلك ممكن، ولكن من المستحيل أن تكون مشاعل غير سعيدة وراضية في حياتها عقب قرارها هذا، فالذي دفعها إلى التخلي عن المكونات الممتزجة المتعارف عليها، أكبر من أن يوصف أو أن يعرف به، فهنيئا للعروسين، وشكرا لجعل ما كان مستحيلا في مجتمعاتنا ممكنا.