أنتظر كتابا قيما اسمه الفائزون، ألفه المتحدث وكاتب خطب توني بلير Alastair Campbell، لكن بسبب خطأ فشلت في أن أستلم الكتاب من أمازون قبل اليوم الذي تنتهي فيه إجازتي.
حسنا هذا فشل أيضا يضاف لسلسلة طويلة من حلقات الفشل التي مررت بها، لكني لم أجرؤ بعد على هذا الشعور أني أكبر فاشلة في العالم، لكن الكاتبة Joanne Rowling جرّأت على اعتبار نفسها كذلك، تلك الفتاة البريطانية التي كتبت روايتها وأرسلتها لأكثر من ثلاثة عشر دار نشر، ورفضت جميعا تلك الأم العزباء التي صنع الحزن مجدها، ووجدت الكثير من الشجاعة لتقول إنها كانت أكثر الناس فشلا.
على كل حال مؤلف كتاب «الفائزون» درس حياة عشرات الرابحين في العالم، فوجد أن كلهم اتفقوا على شيء واحد أنهم تعرضوا للفشل مرة أو مرات، مما جعلهم يخشونه ويقررون ألا يهزموا أبدا، لم أعرف بالطبع ذلك من الكتاب لأني لم أحصل عليه بعد، ولكني عرفته من مدربي -إن صح التعبير- عمر العريفي وهو يقدم عرضا للكتب وكلمات للحياة مجانية عبر سنابه، وكان منها عرض عميق للكتاب، وحديث عن لقاء عمر بمؤلفه شجعني على طلب الكتاب.
ولا شك سيكون لي عودة للكتاب حين أحصل عليه، لذا دعوني أعود لكاتبتي المفضلة وعبارتها هذه التي ذكرتها في حديث لقرائها من القلب إلى القلب، قالت فيه ما هو أكثر من هذا الاعتراف، قالت إن للفشل منافع وأهمها أنه أوقفها عن التظاهر بأنها شخص آخر وليس ما هي عليه فعلاً، إن الفشل ساعدها أن تستجمع طاقتها في الشيء الوحيد الأهم بالنسبة لها، وتركز عليه ومن ثم تنجح فيه.
في رأيي أن كل هؤلاء الذين يعتبرون الفشل سبب نجاحهم كانت لديهم لحظة صدق مع أنفسهم أدركوا فيها أمرين، أولهما أنهم ليسوا أقل من غيرهم، وأن الله منحهم نفس أصل المقدرة، لكن مع تنوعها، والأمر الثاني أنهم يحتاجون للنقطة الأهم التي يمكن الانطلاق منها تماما مثل ما يحدث في المركبات الفضائية حين تنطلق للسماء.